نظمت السفارة الجزائرية في العاصمة الروسية موسكو، اليوم الخميس، معرضا تجاريا بالتعاون مع المنظمة الروسية “بيزنيس روسيا” بحضور رئيسها أليكسي ريبيك ونائبته لونا أغرومونيان، بمشاركة عدة شركات جزائرية خاصة بالمنتوجات الوطنية المحلية.
وافتتح السفير الجزائري، إسماعيل بن عمارة المعرض التجاري بكلمة افتتاحية عبّر من خلالها عن مدى عمق العلاقة التاريخية بين بلاده وروسيا في مختلف المجالات، وعن تثمينه لمجهود المنظمة الروسية “بيزنيس روسيا” في إنجاح هذه الفعالية وتنظيم هذا المعرض الذي سيستمر إلى يوم غد الجمعة.
وأشار السفير الجزائري، إسماعيل بن عمارة إلى أنّ هذه المنظمة أصبحت شريكا لسفارة الجزائر في موسكو وللجزائر بصفة عامة، وتساند كل المبادرات التي نتّخذها في مجالات التعاون التجاري بين بلدينا ويوجد مشروع اتفاق بين هذه المنظمة مع منظمة جزائرية تعتبر أكبر تنظيم لأرباب الأعمال في بلادنا وسيتم التوقيع في المستقبل القريب.
وفي تصريحه عن الهدف من تنظيم هذا المعرض التجاري، قال السفير :
“إن تنظيم هذا المعرض التجاري اليوم في العاصمة موسكو، له هدفين أساسين يعودان بالمنفعة على البلدين، أوّلهما: التعرف أكثر بالمنتوجات الفلاحية لدى المستهلكين والمتعاملين الروس الذين سيلاحظون جودة المنتوجات وبأسعار معقولة، والثاني هو المساهمة في خفض العجز الكبير الذي تسجله الجزائر في تبادلاتها التجارية مع روسيا”.
وفي سؤالنا له عن طبيعة العلاقات التجارية بين الجزائر وروسيا في ظل الأزمة الروسية – الأوكرانية وعن تنظيم هذه المبادرة في هذا التوقيت، قال “لسبوتنيك”:
“إنّ هذه المبادرة قديمة وليست متعلقة بالأوضاع الحالية، المبادرة جاءت عندما ننظر إلى التبادل التجاري بين روسيا والجزائر وهناك فرق كبير جدّا في التصدير الروسي للجزائر والتصدير الجزائري لروسيا، ومن المبادرات الأولى التي أخذناها منذ أكثر من سنتين هو تقليص هذا الفرق نوعا ما ولو بالقليل، ومن بين هذه المبادرات هي تنظيم معارض”.
وأضاف: “خلال هذا المعرض وبهذه المناسبة بدأنا بالتعريف بالمنتوج الفلاحي وبعض المواد الغذائية لنمكّن المستهلك الروسي والشركات الروسية للتعرف على المنتوج الجزائري الذي يتميّز بالجودة والنوعية والسعر المعقول، وهناك مبادرات أخرى قادمة والهدف المقبل سيكون تنظيم معرض خاص بالمنتوجات الجزائرية الوطنية في مختلف المجالات، مثل الإنتاج الإلكتروني، الصيدلي، والصناعي والخدمات، لأن التعليمات التي قدّمها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ووزير الشؤون الخارجية هي الدفاع عن الدبلوماسية الاقتصادية ومن أهدافها هي الخروج من تبعية المحروقات وأن يكون منتوج جزائري يصدّر للخارج”.
وأشار إلى استثمار الجزائر في الصادرات خارج المحروقات ودخول الجزائر إلى السوق الروسية:
“الآن نحاول تصدير منتجاتنا إلى روسيا، على الرغم من قلتها، وهي لا تمثل إمكانية بلادنا الاقتصاية، لدينا حقيقة أقل من 20 مليون دولار في التصدير إلى روسيا وأغلبيتها من التمور الجزائرية، ولهذا تنظيم هكذا معرض سيعطي فرصة للمقاولين الجزائريين للتّعرف على السوق الروسية وأيضا للمستثمرين الروس للتعرف على السوق الجزائرية والمنتوجات الوطنية”.
وفي سؤالنا له عن دخول الجزائر إلى منظمة الـ”بريكس” في ظل هذه الأوضاع المتوترة بين روسيا والعالم الغربي، قال السفير :
“إنّ قرار الجزائر لدخول “بريكس” جماعي للدول الأعضاء وستكون هناك قمة في جنوب أفريقيا في الصيف المقبل وهناك طلبات أخرى من عدة دول للانضمام، والسياسة الجزائرية تعتمد على تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية المبنية على أساسين، هو جلب الاستثمار الأجنبي إلى الجزائر وإنشاء مصانع في الجزائر ونصدّر أكثر منتوج غير المحروقات”.
ونوّه سعادة السفير إلى بلاده تزخر بالكثير من المنتوجات الوطنية الرفيعة الجودة والنوعية، وقال:
“اليوم، في هذا المعرض نرى مشاركة عدة شركات جزائرية وهناك منتوجات متنوعة، من تمور ذات نوعية رفيعة والخروب وزيت الزيتون وخضر وفواكه ومشروبات روحية أيضا، ولذلك نأمل أن يكون هناك مقاولين روس يستثمرون في المنتوجات الجزائرية ويأخذونها إلى السوق الروسية”.
وبخصوص زيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون المزعم عقدها في شهر ماي المقبل، قال:
“إنّ الرئاسة الجزائرية أصدرت سابقا بيانا قالت فيه إنه ستكون هناك زيارة للرئيس الجزائري في شهر مايو ولكنها لم تحدد إلى غاية الآن التوقيت الفعلي”.
يذكر، أنه من المقرر أن يجري الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة إلى روسيا، في شهر ماي المقبل، يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تعتبر العلاقات الجزائرية – الروسية، واحدة من أكثر العلاقات الروسية استقراراً مع الدول العربية والأفريقية؛ ويجري المسؤولون الروس زيارات عمل إلى الجزائر بشكل منتظم.
ويسعى البلدان إلى تعميق التشاور، فيما يتعلق بمختلف مجالات التعاون الأمني والعسكري والتجاري والسياسي؛ ويركزان على حل النزاعات، لاسيما في منطقة الساحل وشمال أفريقيا.