دعا الوزير الاول أيمن بن عبد الرخمان في حديثه حول قطاع السياحة إلى مرافقة الحركية التي يشهدها هذا القطاع بالنظر لدوره الهام في تنويع موارد الدولة، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة، والذي لا يزال يواجه العديد من التحديات.
ولعل من أبرز هذه التحديات هو نقص الخدمات السياحية وعدم توافر البنية والمرافق الكافية في مختلف المواقع السياحية، حيث تعرف جلّ المقاصد السياحية بالجزائر نقصا معتبرا في المرافق الخدماتية والترفيهية، وهو ما يستدعي ضخ مزيد من الاستثمارات لتطوير تلك المواقع، وتشجيع القطاع الخاص، من خلال فتح الباب للمستثمرين المحليين والأجانب للمساهمة في تنمية القطاع السياحي، ومرافقتهم ورفع التعقيدات التي تواجههم.
وبهذا الشأن، يتعين على الجماعات المحلية التنسيق مع الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عبر شبابيكها الوحيدة اللامركزية، من أجل اعداد المخططات المحلية لترقية الاستثمار، وتوفير كل المعلومات حول فرص الأعمال وعروض العقار والموارد الطبيعية والطاقات الكامنة على المستوى المحلي.
كما لابُد من التركيز على التسويق السياحي بشكل أكبر، باعتباره من أهم أدوات التنمية السياحية، فهو يلعب دورًا مُهمًّا في استقطاب السياح المحليين والاجانب، وفي تنشيط حركة السياحة. وعليه بات من الضروري تسخير كافة الإمكانات للحملات الاشهارية والترويجية على المستوى الداخلي والخارجي.
فضلا عن ذلك، يتعين على الجماعات المحلية أن تقوم بدورها في الرقابة وحماية المواقع السياحية والأثرية على المستوى المحلي، وفتح المجال أمام تنظيمات المجتمع المدني المهتمة بإشاعة الثقافة السياحية.
ومن بين القطاعات الاستراتيجية التي يوليها السيد رئيس الجمهورية أهمية خاصة، يجدر ذكر قطاع السكك الحديدية، لكونه رافدا حقيقيا للتنمية الوطنية بكل أبعادها، وفي البلد القارة الذي حبانا الله به. فالحكومة عاكفة على إطلاق برنامج مدمج لتطوير هذا القطاع، عبر إرساء صناعة حقيقية في مجال السكك الحديدية والرفع من طول شبكة النقل بالسكك الحديدية، لاسيما نحو جنوبنا الكبير لمرافقة المشاريع الهيكلية الكبرى، والقواعد اللوجستيكية التي تسمح بولوج الأسواق الإفريقية الحدودية.
فسياسة قطاع النقل يجب أن تواكب هذه الأهداف الاستراتيجية، بالرفع من آداء حوكمة المؤسسات العمومية الناشطة في مجال نقل السلع والمسافرين بالسكك الحديدية، قصد الاستغلال الأمثل للخطوط الحالية، لاسيما تلك التي تم مؤخرا وضعها حيز الخدمة على مستوى الهضاب العليا، تماشيا والحركية التي يشهدها الاقتصاد الوطني.