دعا الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، اليوم الأحد، إلى رفع مستويات التعاون بين الدول والابتعاد عن التوجهات الانفرادية من أجل التمكن من مواجهة التحديات العالمية.
وفي كلمة ألقاها، خلال مراسم الاحتفال باليوم الوطني للجزائر بإكسبو 2020 دبي، اعتبر السيد بن عبد الرحمان ان شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل” الذي اختير لهذا المعرض، “يستحق كل الإشادة والتنويه، كونه ينم عن نظرة ثاقبة ورؤية صائبة للتحديات التي يواجهها العالم اليوم”.
وأكد في هذا السياق أن العالم بحاجة الآن إلى “تظافر الأفكار من أجل ابتكار حلول مبدعة لمستقبل واعد، يكون للجميع فيه مكانه، وحصته من النمو المنشود”.
واعتبر أن تصور معرض اكسبو 2020 يمثل “دعوة صريحة للتقارب والتعاون، في سياق تنامت فيه التوجهات الانفرادية، بفعل السياقات الصحية والاقتصادية الراهنة”.
غير أن مواجهة هذه السياقات “تستدعي عكس ذلك تماما، مزيدا من التعاضد والتعاون. فدون ذلك، لن يكون أي منا في منأى عن مجمل التحديات الحالية، لاسيما في القرية العالمية التي أصبحنا نعيش فيها اليوم”، يقول السيد بن عبد الرحمان.
و تتفق الجزائر “تماما” مع هذه الرؤية حسب الوزير الأول، الذي ذكر بأنها بادرت في 2017 بلائحة اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإقرار يوم 16 مايو من كل سنة،يوما دوليا للعيش معا في سلام, “وفاء منها لقيم التعايش والاحترام المتبادل التي تؤمن بها، و مساهمة منها في تقارب الثقافات، من أجل عالم يسوده السلام والتضامن والرفاه”.
كما ركز السيد بن عبد الرحمان في كلمته على جناح الجزائر و”رحلة الحياة” التي يقترحها لزائريه من جنوب البلاد إلى شمالها، مسلطا الضوء على محطات تاريخية فذة، “تعكس العمق الأنثروبولوجي للجزائر، وهي التي شهدت فجر الإنسانية، محتضنة في عين بوشريط أقدم تواجد بشري منذ مليونين وأربعمئة ألف سنة لتكون، عن حق،مهدا للإنسانية”.
واعتبر في هذا السياق بأن تنوع التعابير الثقافية والفنية، التي يظهرها الجناح الجزائري تعتبر “إثراء لمعرض دبي” ومساهمة في إنجاحه.
كما يعبر الجناح عن “صورة معبرة عن رؤية الجزائر المستقبلية والاستشرافية،التي تضع التكامل والاندماج الإقليميين في صلب اهتماماتها، قناعة منها بمزايا هذا التصور التعاوني في التنمية والاقتصاد وخلق فرص النمو”.
كما تطرق إلى مشروع الطريق العابر للصحراء الذي شكل أحد محطات “الرحلة” التي يقدمها الجناح مؤكدا أنه “يشكل إضافة حقيقية إلى مسار الاندماج في إفريقيا ومحركا فعالا للتنمية والاستثمار في المنطقة برمتها”.
وفي كلمته، لفت الوزير الأول إلى الاصلاحات السياسية والاقتصادية “الهامة وغير المسبوقة” التي باشرتها الجزائر والتي ترمي بشكل رئيسي إلى “استغلال مواردها المادية والبشرية،من أجل ترقية الاستثمار وتنمية الاقتصاد والنهوض بجميع القطاعات”.
و تطرق السيد بن عبد الرحمان أيضا إلى العلاقات الاقتصادية “الثرية والمتنوعة ” مع الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مؤكدا “عزم الجانبين على تعزيزها, لاسيما في مجال الاستثمار، بما يحقق طموحاتهما المشتركة في مزيد من النمو والرفاه، وبما يُوظف قدراتهما الهائلة”.