قام وفد المجموعة البرلمانية للصداقة “الجزائر-تركيا”، صبيحة أمس ، بزيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، حيث وضع الوفد إكليلا من الورود على الضريح ووقف دقيقة صمت قبل أن يدوّن السيد مسعود قصري، رئيس الوفد، كلمة في دفتر الشرف.
بعد ذلك، توجه الوفد نحو مقر الجمعية الوطنية الكبرى التركية (البرلمان) حيث أجرى هناك محادثات مع وفد عن مجموعة الصداقة البرلمانية الدولية “تركيا-الجزائر” بقيادة رئيسها السيد أورهان أطالاي
تم خلال المحادثات استعراض العلاقات التاريخية العريقة بين البلدين وسبل ترقيتها في شتى المجالات لا سيما على الصعيد الاقتصادي، وقد انتهز الجانب الجزائري الفرصة، في هذا المقام، ليقدم لمحة عن قانون الاستثمار، المصوت عليه يوم الإثنين 27 جوان الجاري، متطرقا إلى ما تضمنه من أحكام ستحسن مناخ الأعمال وتحفز قدوم المتعاملين الأجانب.
وبالمناسبة، أشاد الطرفان بهذه الزيارة الأولى لأعضاء المجموعة البرلمانية إلى تركيا، وأكدا بأنها بداية مشجعة لترقية التبادلات البرلمانية بين الهيئتيتين التشريعيتين وحثّا، في نفس السياق، على تفعيل دور الديبلوماسية البرلمانية في دعم سلسلة الاتفاقات الثنائية خاصة تلك المبرمة خلال الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى تركيا شهر ماي الفارط.
وعلى صعيد آخر، ثمن الجانب التركي احتضان مدينة وهران للألعاب المتوسطية، وأوضح بأن هذه التظاهرة أعطت للعالم بأسره صورة عن الجزائر الجديدة التي تواكب الرقمنة والعصرنة وتتبوأ مكانتها بين الأمم.
وبعدما تطرق الوفد الجزائري إلى القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر، هذا العام، وتزامنها مع إحياء الذكرى الـــ 68 لاندلاع الثورة الجزائرية، جدد التأكيد على ضرورة اعتماد الحلول السلمية للنزاعات وتوحيد المواقف والرؤى العربية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها وحقها في تقرير مصيرها وفقا لمبادئ الأمم المتحدة.
في الأخير، وجه السيد مسعود قصري لنظيره التركي السيد أورهان أطالاي الدعوة لزيارة الجزائر.
عقب ذلك، أجرى الوفد الجزائري محادثات مع أعضاء الشعبة التركية لدى اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بقيادة رئيسها، السيد أورهان أطلاي، وكانت مناسبة لاستعراض استعدادات الجزائر لاحتضان الدورة المقبلة لمؤتمر هذه المنظمة التي تتيح للبرلمانيين فرصة لتوحيد مواقف البلدان الإسلامية والعمل المشترك على حلّ الأزمات لا سيما المتعلقة بالأقليات المسلمة في الدول الأجنبية.
وفي ظهيرة هذا اليوم، حظي وفد المجلس بمقابلة مع مصطفى شنطوب، رئيس الجمعية الوطنية الكبرى التركية، الذي أشاد بالزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية إلى تركيا وما أسفرت عنه من نتائج إيجابية جسدتها عديد الاتفاقيات في مجالات التعليم والصحة والبيئة.
وبعدما أعرب شنطوب عن سعادته لحضور نائب رئيس الجمهورية التركية مراسيم إفتاح الألعاب المتوسطية في الجزائر كشف بالمناسبة، عن قرب فتح قنصلية عامة لتركيا في ولاية وهران
وأما على الصعيد البرلماني، فقد دعا رئيس الجمعية الكبرى إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين برلماني البلدين وثمّن، في هذا الإطار، الزيارات المتبادلة بين المجموعتين البرلمانيتين.
وفي نهاية اليوم، بُرمِج للوفد الجزائري لقاء مع وفد عن لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي بقيادة رئيسها، السيد عاكف كيليتش، الذي أعرب عن شغفه بتلبية دعوة نظيره الجزائري في القريب العاجل قبل أن يضيف مؤكدا بأن العلاقات الممتازة بين البلدين وما تتخللها من تبادلات برلمانية ستبقى على نفس الوتيرة وعلى نفس المستوى من الأهمية والتميز.