أشرف اليوم الخميس ،وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد على إحياء فعاليات اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي تحت عنوان “لا أطيق الانتظار” ويحمل شعار وطني “الكشف و العلاج للقضاء على التهاب الكبد” بفندق الماريوت بالعاصمة ،بحضور ممثلين عن الهيئات و المنظمات الدولية و ممثلين عن الوزارات و خبراء و اعضاء اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض المتنقلة جنسيا و رئيس الجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد الفيروسي و اطارات الإدارة المركزية و رؤساء المجتمع المدني.
في مستهل كلمته الافتتاحية عبّر البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد عن سعادته بالإشراف على إحياء اليوم العالمي لالتهاب الكبد للسنة الجارية 2022 و الذي يأتي هذا العام تحت شعار: “لا أطيق الانتظار “.
كما أعْربَ السيد الوزير عن شكره للسيد المُنَسِق المُقيم و السيد مُمَثل منظمة الصحة العالمية و ممثلي وكالات الأمم المتحدة على تلبيتهم الدعوة للاحتفاء سويا بهذا اليوم العالمي.
و قدّم وزير الصحة شكره لكافة أعضاء الأسرة الصحية و ممثلي القطاعات الوزارية الأخرى و ممثلي المجتمع المدني و وسائل الإعلام على تلبيتهم الدعوة أيضا.
كما أوضح البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد أن مكافحة التهابات الكبد الفيروسية تُعَدُّ مشكلة صحية حقيقية عبر العالم، فبالرغم من التقدم العلمي تظل الوقاية من هذه الأمراض و مكافحتها تحديًا حقيقيًا لمنظوماتنا الصحية، حيث تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تجديد الالتزام و تُناشِد الشُركاء و الدول الأعضاء لدعم و تكثيف جميع الجهود من أجل تنفيذ الاستراتيجية العالمية الجديدة لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، 2022-2030، من أجل تحقيق الهدف النهائي المُتَمَثِل في القضاء على التهاب الكبد كمشكلة صحية عمومية، بحلول عام 2030، في حين أن هذه الاستراتيجية الجديدة لقطاع الصحة تندرج ضمن مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الفيروسي و الأمراض المنقولة جنسياً، للفترة 2022-2030، مع رُؤية مُشترَكة لإنهاء الأوبئة و تطوير التغطية الصحية الشاملة و الرعاية الصحية الأولية و الأمن الصحي في عالم يضمن للجميع فرصة الوصول إلى خدمات صحية عالية الجودة و قائمة على بيانات مُؤَكَّدة تتَمَحْوَر حول الأشخاص، لتُوَجِّه هذه الاستراتيجيات قِطاعَ الصحة لتحقيق هدف القضاء على الإيدز و التهاب الكبد الفيروسي “ب” و “ج” و الأمراض المتنقلة جنسيا، بحلول عام 2030، و المساهمة في تحقيق أهداف برنامج التنمية المُسْتَدامة من خلال الاستفادة من الدروس المُسْتَخلَصَة في إطار تنفيذ استراتيجيات قطاع الصحة العالمية 2016-2021.
و أكّد وزير الصحة أن هذا اليوم العالمي لالتهاب الكبد لسنة 2022 يأتي تحت شعار عالمي
“لا أطيق الانتظار” و شعار وطني: ” الكشف و العلاج للقضاء على التهاب الكبد “. و قد أدّت جائحة كوفيد-19 إلى إبطاء الديناميكية المألوفة، ما غَيَّرَ المَشْهَد الصحي العالمي من خلال إعادة توجيه الموارِد و تَفاقُم التفاوُتات و الفَوارِق التي تجعل فئات مُعَيَّنة من الناس أكثرَ عُرْضَةً للأمراض، و لهذا الغرض، يُخَصَّصُ هذا الموضوع لتسليط الضوء على ضرورة تسريع مكافحة التهاب الكبد الفيروسي و أهمية الفحص المُسْتَهْدَف وعلاج الأشخاص المصابين.
كما أبرز السيّد الوزير أن التوصيات الصحية الدُوَلِية لِعام 2030 تَهْدِف إلى: الكَشف عن 90 % من المُصابين بالتهاب الكبد “ب” أو “ج”، و استفادة 80 % من المرضى الذين يَسْتَوْفونَ الشروط المطلوبة من العلاج، إلا أنه في الجزائر، شَهِدَ التهاب الكبد الفيروسي “ب” و “ج” انتشارا مُعْتبَرا خلال التِسعينات، لتُصَنَّف بلادُنا كمنطقة مُتَوَسِّطة لتَوَطُّن التهابات الكبد الفيروسية “ب” و “ج”. و قد شَهِدَت فترة جائحة كوفيد-19 انخفاضًا في عدد الحالات، المُبَلَّغِ عنها خلال 2020 و 2021، إلى النصف مُقارَنَةً بعام 2019، ولهذه الأسباب، تبقى مكافحة التهاب الكبد أولوية وطنية.
و أكدّ البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد على أن اليوم العالمي لالتهاب الكبد يُعَدُّ فرصة لتسليط الضوء على التقدُم الذي تمّ تحقيقُه على أرض الواقع فيما يخص الوقاية و مكافحة التهاب الكبد، و كذا للالتزام أكثر بمواصلة الفحص و التكفل الصحي بهدف القضاء عليه في بلادنا، كما يجب الاستمرار في تَوَخِّي اليقظة، لذا تمّ وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التهابات الكبد تَضُمُّ كافة الفاعلين سيما المجتمع المدني، و تَسْتَنِدُ أساسا إلى الوقاية و الفَحص والتكفل بالحالات و الإعلام الاستراتيجي و التواصل مع المرضى و البحث العملياتي.
و في ذات السياق، أوضح وزير الصحة أنه في مجال الوقاية، يتمثل عَمَلُنا في تكثيف الإنجازات، على غرار:
– التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي “ب” و الذي أصبح إِجبارِيا في جدول التطعيم للأطفال منذ 2003.
– تقديم التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي “ب” مجانًا للطُلاب، الذين هُم مِهَنيِي الصحة في المستقبل، منذ 2013،
– ترقية الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي “ب” و “ج” في مراكز الفحص،
– ضمان سلامة عمليات نقل الدم بفضل تنفيذ برنامج واسع يعتمد أساسا على المراقبة المنهجية و الإجبارية لجميع عمليات التبرع بالدم،
– تعزيز إجراءات النظافة في المؤسسات الصحية عبر تطبيق الاحتياطات المعيارية الدُوِلِية في أماكن الرعاية الصحية وِفْقًا للتوجيهات الوطنية الصادرة في 2013 و 2021.
– مضاعفة الحملات التحسيسية المُوجَهَة لكافة فئات السكان، بإشراك مختلف القطاعات (الشباب، التعليم العالي، الشؤون الدينية، التربية الوطنية، …) و المجتمع المدني.
و كشف السيد الوزير أن هذه الحملات الإعلامية و التحسيسية تندرج ضمن خريطة الطريق للإستراتيجية الوطنية بما يُوافِق الاستراتيجية العالمية للقضاء على التهابات الكبد كتهديد للصحة العمومية، بحلول عام 2030.
و أضاف البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد أنه فيما يخص مجال العلاج والرعاية و الدعم، تمّ العمل على النحو التالي:
– تعزيز التكفل بالتهاب الكبد الفيروسي من خلال توفير الموارد البشرية و المادية على الصعيد الوطني،
– تطوير أَدِلّة التكفل العلاجي،
– لامركزية التكفل بالتهاب الكبد الفيروسي “ب” و “ج”،
– تطوير التربية العلاجية للمرضى بفضل الإشراك الفعال للمجتمع المدني.
كما أكدّ وزير الصحة أنه يتم تنفيذ كل هذه الإجراءات بهدف ضمان الوصول إلى الوقاية و الفحص و الرعاية و العلاج كحق أكّدَته التعليمات و التوجيهات الوزارية.
و اغتنم السيد الوزير هذه المناسبة ليذْكُرَ و يُحَيِّي الإجراءات التي نَفَّذَها بالتزام كبير جميعُ الشُرَكاء خلال جائحة كوفيد-19، سِيَما المجتمع المدني، والذين لم يَدَّخِروا جُهدًا خلال مُشارَكَاتِهم المُتواصِلة عبر التَدَخُلات الوقائية الجوارية و كذا نشاطاتِهم الرامية إلى تقديم الدعم النفسي و الاجتماعي للأشخاص المصابين بالتهابات الكبد الفيروسية، و بالنظر إلى كل هذه الإجراءات المتخذة، بإمكاننا القول أنّنا قادرون على القضاء على التهاب الكبد الفيروسي “ب” و “ج”، ابتداءً من القضاء على انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.
و حرص وزير الصحة على التأكيد على أن اليقظة مطلوبة، أكثر من أي وقت مضى، و دعا المجتمع بأكمله إلى مزيد من التعبئة لتكثيف الجهودِ من أجل تحقيق الأهداف المسطرة.
كما شَجّع السيد الوزير أَيَّ بَحْثْ عَمَلِي يُمكن أن يُحَقِّقَ الفائدة في الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي و مكافحته.
و في ختام كملته، تمنى البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد كل النجاح لهذا اللقاء و أن يكونَ مُثْمِرًا من حيث التبادلات و يُساهِمَ في تعزيز التعاون في مختلف التَخَصُّصات. و أّعْلنَ رسميًا عن افتتاحَ أشغال هذا اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد.