أشرف السيد “زهير بللو” وزير الثقافة والفنون، اليوم على أشغال يوم دراسي حول التشبيك الوطني للمكتبات القطاعية والتحول الرقمي، وذلك بقصر الثقافة “مفدي زكريا” بحضور إطارات الإدارة المركزية بالوزارة، مدراء الثقافة ومدراء المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية ومدراء المؤسسات تحت الوصاية، إلى جانب اللجنة المكلفة بملف التشبيك والرقمنة.
هذا وقد تمحور النقاش حول سُبل تحسين جودة الخدمات التي يُقدمها القطاع وتطوريها وتعزيز التعاون بين المكتبات العمومية والتشبيك بينها، حتى ترقى إلى مستوى تطلعات القراء والمواطنين، من خلال عصرنة نمط التسيير بالاعتماد على التشبيك الوطني والرقمنة.
وفي مستهل مُداخلته، أكَّدَ “زهير بللو” وزير الثقافة والفنون على ضرورة مواكبة التغيرات الحاصلة على مستوى التطور التكنولوجي، بتحسين مستوى الخدمات بالمكتباتِ الرئيسية للمطالعة العمومية، معتبراً تطبيق ذلك يتركز أساساً على المدى الذي يُمكن تحقيقه في ميدان الرقمنة والتشبيك، كونه الوسيلة الوحيدة الفعَّالة لتسهيل الخدمات المكتبية وتقريبها وتسهيل الولوج إليها خِدمةً للمواطن بصفةِ عامة والقارئ بصفة خاصة، داعياً بالمناسبة إلى رفع التحدي بخصوص هذه المواضيع الاستراتيجية المهمة.
ودعا السيد الوزير الجهات المختصة التابعة للوزارة إلى تشجيع وتدعيم القراءة لدى المواطنين، عن طريق تقديم الخدمات التي تُرضي مختلف الأذواق، وتزويد القُرَّاء بالمعلومات اللازمة لهم، مُذكراً الجميع بضرورة مواكبة التطورات التي يشهدها عالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وما يتيحه هذا الأخير من تسهيلات في ميدان الخدمة العمومية.
وفي حديثه عن سُبل توسيع الاستفادة -على نطاق شاملٍ ولجميعِ شرائح المجتمع- من الأرصدة المتاحة بالمكتبات العمومية (والتي تجاوزت مليونين وأربع مائة نسخة 2400000)، أشار السيد “زهير بللو” إلى أنَّه لا يمكن أنْ يتأتى ذلك من دون رقمنة وتشبيك المكتبات، خِدمةً للمعرفة والثقافة والبحث العلمي، والمساهمة في تعميمها على مختلف القُراء على المستوى الوطني. مضيفاً في ذات السياق، بأنَّ من دون ذلك سيبقى الجهد الذي تبذله الوزارة في إنجاز المكتبات وتزويدها بالكتبِ والأرصدة منقوصاً، وغيرُ مجدٍ في ظل ما يعرفهُ واقِعُنا من تحولٍ رقمي كبير، وتطور أشكال استهلاك المنتوج الثقافي للمواطنين، والجيل الجديد من الشباب المثقف والمستعمل للتكنولوجيا الجديدة في الإعلام والاتصال.
ونوه الوزير إلى جهود قطاع الثقافة والفنون وسهره على توفير الظروف المادية والبشرية الملائمة لإنجاز عملية رقمنة المكتبات الرئيسية وملحقاتها، بتوفير كل المتطلبات التقنية والفنية، على غرار توظيف التقنيين والمهندسين في الإعلام الآلي، موضحاً أنَّ هدفه الأسمى هو الارتقاء بمكتباتنا إلى مستوى التحديات التي تتطلبها عملية الرقمنة بصفة عامة والتشبيك خصوصاً، مشيراً إلى الظروف الحالية لعمليات التشبيك والرقمنة على مستوى مكتباتنا الرئيسية، التي تتيحُ لنا التخطيط لبلوغِ أهداف التشبيك الكلي.
وعليه، ومن باب الانخراط الكلي في السياسة الحكيمة التي ما فتئ يؤكد عليها رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون”، بخصوص رقمنة الخدمات بمختلف أنواعها على مستوى مؤسسات الجمهورية، شدَّد السيد الوزير على ضرورة إنجاز ما هو مطلوبٌ ضمن هذا الإطار، مؤكدا أنه لن يسمح مستقبلاً بأي تخلفٍ من المكتبات التي لم تساير بعد هذا التحدي، داعياً بالمناسبة المشاركين في أشغال هذا اليوم الدراسي إلى مناقشة الحلول الممكنة من خلال ورشة العمل التي ستُنظم، ووضع نُصْبَ أعْيُنِهمْ الحلول اللازمة لتجاوز كل العقبات، التي قد تَحُول دون تحقيق الأهداف المرجُوةِ من هذا اللقاء.
ويُعتبر هذا اللقاء “اليوم الدراسي حول التشبيك الوطني للمكتبات القطاعية والتحول الرقمي”، همزة وصلٍ مهمة بين الإدارة المركزية والمسؤولين المحليين للقطاع، وكذا فرصة سانحة لتبادل الأفكار والخبرات المهنية، كما يرمي هذا اللقاء إلى إحصاء دقيق وشامل للصعوبات والعراقيل التي تواجه مدراء المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية.
وأختتم هذا اليوم الدراسي بجملة من التوصيات، ستعملُ الوزارة على وضعها ضمن خطتها السنوية، لتحقيق الأهداف المنتظرة من عملية تشبيك ورقمنة مكتبات المطالعة العمومية.