– اتفق المتدخلون على عدم مواكبة الوسائل الإعلامية للتغييرات التكنولوجية وتأثير منصات التواصل الإجتماعي، التي طرأت على الصحافة الرياضية، والتي أدت الى تدهور مكانتها ضمن المشهد الإعلامي الجزائري، اليوم الأحد خلال الملتقى الذي نظمته المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، تحت عنوان “الصحافة الرياضية في الجزائر .. واقع حال”.
فحول مكانة الصحافة الرياضية المكتوبة في المشهد الإعلامي، أكد المختصون أنها مضطرة لمواكبة المنعرج الرقمي الذي يفرضه التطور التكنولوجي المتسارع، باعتباره الحل الأنسب إن رغبت في تفادي الاندثار والزوال في المستقبل.
وخلال مداخلته شدد الصحفي المختص في كرة القدم فريد آيت سعادة على “ضرورة إعتماد الصحافة الورقية على المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الإجتماعي، لما توفره من سرعة في نشر المعلومة وآنية في تداولها ونوعية عرضها، من مكتوبة، سمعية ومرئية. الصحافة الورقية محددة بعدد الصفحات ومرتبطة بوقت إرسالها للمطبعة وهي سائرة في طريق الزوال. والأهم أن يعمل الصحفي بمصداقية ويقدم عملا محترفا”.
وعالج المشاركون في هذا الملتقى، إشكالية طغيان كرة القدم على باقي الرياضات في المشهد الإعلامي، والتي اعتبرها بعضهم واقعا عالميا لا مفر منه، فهناك من استدل بتجاربه في العمل الصحفي لما سبقت محاولات في الجرائد اعتمدت على افتتاحية في الرياضات الأخرى، لكنها لم تحقق مبيعات مثلما تحققه الافتتاحيات التي تخص كرة القدم.
من جانبه، اعترف المدرب السابق لتخصص ألعاب القوى والرئيس الجديد لمجلس إدارة مولودية الجزائر لكرة القدم، عمار براهمية بأن “شعبية المستديرة ظاهرة عالمية وهو أمر عادي يجب تقبله حتى تكون القاطرة الأمامية للرياضة الجزائرية”.
ومن بين الحلول التي طرحها رجال الإعلام القدماء، اقترح الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية، سعيد سلحاني، “أن تجبر وزارة الإتصال عبر الشركة الوطنية للنشر والإشهار الوسائل الإعلامية التي تمنحها الإشهار بتغطية نشاطات باقي الرياضات”.
كما أكد الصحفي بقناة “الجزائرية وان” مصطفى واعيل، أن “الصحافة تلعب دورا في تثقيف القراء والمتلقين عبر تنمية شغفهم وذوقهم لتتبع باقي الرياضات ويكون ذلك عبر تغطية نشاطاتها والتطرق إليها بحجم معتبر”.
وبخصوص المعايير التي يجب اعتمادها لاختيار المحللين، اتفق المشاركون على أهمية تفادي الشعبوية والإثارة وتصفية الحسابات، التي اشتهرت بها البلاطوهات التلفزيونية في عدة قنوات خاصة، ومنها من أضحت مسرحا لإطلاق الأحكام والتخوين وتبادل الشتم والقذف.
وقال اللاعب السابق والمحلل سيد احمد خديس في هذا الصدد: “يجب على الحصص الرياضية التطرق للجوانب التقنية والفنية للمباريات والمنافسات الرياضية لتقديم معلومات مفيدة وبطريقة ممتعة للمشاهدين والمتتبعين، بعيدا عن اللغط والصراخ”.
وفي الأخير، كشف رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، يوسف تازير، على التفكير في تأسيس ميثاق عمل الصحفيين، بمعية جميع الفاعلين، لتحديد الحقوق والواجبات ومهام الصحفيين وكذا مهام الهيئات الرياضية تجاه الإعلاميين، لتسهيل سيرورة العمل الصحفي في ظروف جيدة بعيدا عن تبادل السب والشتم وسيما التحلي بالإحترام”.
وعلى هامش هذا الملتقى كرمت المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين، ثلة من الصحافيين الرياضيين القدامى، على غرار الصحفي المخضرم بوكالة الأنباء الجزائرية، عبد القادر كلفات (منذ 1991) والإعلامي بالتلفزيون الجزائري، محمد توزالين.