أثبت نظام المخزن مرة أخرى فشله في تصدير أزماته الداخلية نحو الجزائر، وهو الفشل الذي قابله نجاح الشباب الجزائري ووعيه العالي في التصدي لمختلف المكائد التي تُحاك ضد بلادهم من دوائر الجارة الغربية.
محاولات متكررة.. ووعي متجذّر
لم تكن هذه المحاولة هي الأولى من نوعها، فقد اعتاد نظام المخزن تاريخيًا على استخدام أساليب المكر والخداع، من خلال تجنيد ذباب إلكتروني يعمل على تحريض واستهداف الشباب الجزائري بشكل خاص.
وتُظهر التطورات الأخيرة في المغرب حجم الأزمة الداخلية، حيث عجزت السلطات عن احتواء مظاهرات سلمية، انتهت باستعمال الدرك الملكي للعنف في محاولة لفض الاحتجاجات التي اتخذت منحًى تصاعديًا مقلقًا.
في هذا السياق، سعى النظام المغربي إلى تصدير الأزمة نحو الجزائر، عبر دعوة مشبوهة أطلقتها مجموعة وهمية تُدعى “GenZ 213” للتظاهر، إلا أن هذه المحاولة اصطدمت بجدار الوعي الشعبي واللحمة الوطنية المتماسكة في الجزائر.
محاولات اختراق بائسة
وراء هذه الدعوة الفاشلة، كما غيرها من المحاولات السابقة، استراتيجية مغربية قديمة متجددة، تهدف إلى اختراق الشارع الجزائري عبر تضخيم مشاكل لا وجود لها على أرض الواقع.
ففي الوقت الذي يرفع فيه الشباب المغربي شعارات تطالب بمجانية التعليم والصحة، كانت الجزائر قد أكدت مرارًا على تمسكها بالطابع الاجتماعي للدولة، وتعهدت بالحفاظ على مكتسبات المواطنين في هذين القطاعين الحيويين.
أما المغرب، الذي يشهد اليوم غليانًا شعبيًا ضد الفساد، فقد فضل نظامه الهروب إلى الأمام بمحاولة تحويل الأنظار نحو الجزائر، عبر تضخيم دعوات مفبركة لإيهام الرأي العام بأن سيناريو مماثل قد يتكرر فيها.
لكن الحقيقة على الأرض كانت مغايرة تمامًا، إذ مرّ يوم الجمعة بهدوء، وواصل المواطنون حياتهم بشكل طبيعي، بعيدًا عن أي توتر أو استجابة للدعوات المشبوهة.
اختبار جديد.. ونجاح متجدد
لا شك أن الشباب الجزائري اليوم أكثر وعيًا ونضجًا، وأكبر من أن ينساق خلف دعوات مشبوهة، مصدرها معلوم ونتائجها معروفة، خاصة في ظل تجربة الجوار، حيث أصبح واضحًا أن الخطر قد يأتي من القريب قبل البعيد.
مرة أخرى، أخفق نظام المخزن في استهداف الجزائر، التي اجتازت بنجاح اختبارًا جديدًا لوحدتها الوطنية وتماسك جبهتها الداخلية، لتؤكد أن الوعي الشعبي هو السلاح الأقوى في مواجهة مكائد الخارج.