أكدت مجلة “الجيش” في عددها الصادر لشهر جويلية أن الجزائر الجديدة، التي وصفتها بـ”المنتصرة”، تمضي بثبات وثقة نحو مستقبل مشرق يتطلب تضافر جهود جميع أبنائها، من أجل مواصلة مسيرة البناء وتحقيق تطلعات الشعب في ظل الأمن والاستقرار. وفي افتتاحية حملت عنوان “على درب الوفاء”، استحضرت المجلة الذكرى الثالثة والستين لاسترجاع الاستقلال، باعتبارها إحدى المحطات الراسخة في تاريخ الأمة الجزائرية، ووقفة تخلّد تضحيات الملايين من الشهداء الذين سطّروا بدمائهم فجر الحرية ووهبوا للوطن كرامته وهيبته بعد قرن ونيف من الاحتلال.
وشددت المجلة على أن الوفاء الحقيقي لهؤلاء الأبطال لا يتحقق إلا بصون أمانتهم، والمضي على دربهم، والتحلي بقيمهم النبيلة في الإخلاص ونكران الذات، والعمل من أجل الجزائر، مهما اشتدت التحديات. وأشارت إلى أن الجزائر المعاصرة، التي استعادت مكانتها وهيبتها، تشهد إنجازات نوعية في مختلف الميادين، بفضل جهود رجالها ومؤسساتها وشعبها، لا سيما فئة الشباب التي تحظى باهتمام بالغ من أعلى هرم الدولة، لما تمثله من قوة دافعة نحو الإبداع والانخراط في التحولات العالمية التقنية والعلمية.
واعتبرت افتتاحية المجلة أن هذه الدينامية الوطنية المتصاعدة تجعل من الممكن استشراف مستقبل واعد، مرسوم المعالم، يتطلب تماسكًا جماعيًا وعزيمة لا تلين لمجابهة التحديات العالمية المتسارعة، ومواصلة درب الانتصارات التي أضحت طابعًا مميزًا للجزائر في السنوات الأخيرة. واستشهدت بما أكده رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في رسالته بمناسبة الذكرى، حين أشار إلى أن الجزائر تسير بخطى واثقة نحو تعزيز الحصانة الوطنية، وتقوية الوحدة، وبناء مؤسسات الدولة وفق نهج وفاء لمبادئ نوفمبر، واستلهامًا من تضحيات الشهداء.
وفي خضم هذه المسيرة، أبرزت المجلة الدور المركزي الذي يضطلع به الجيش الوطني الشعبي، الذي تدعّم بدفعات جديدة من الإطارات المؤهلة، والذي يواصل باقتدار مواكبة المشروع الوطني النهضوي، مؤكدة أنه الحصن المنيع للأمة، الحامي لأمنها والمدافع عن سيادتها، وفاءً لشهداء التحرير. وذكّرت بما أثبته الجيش بالأمس خلال الثورة المجيدة، ويبرهنه اليوم من خلال تصديه لكل من يهدد أمن الوطن، ووعيه الراسخ بثقل مسؤولياته، في ظل محيط إقليمي ودولي مضطرب.
كما نقلت المجلة مقتطفات من رسالة الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي دعا إلى التحلي بأقصى درجات اليقظة في ظل التهديدات المتعددة والمتشابكة، مؤكدًا أن الجزائر، التي استرجعها الشهداء بالأمس، تعوّل اليوم على أبنائها في صفوف الجيش لصون أمانتهم وتحقيق أحلامهم في وطن حر، آمن ومستقر.
وختمت المجلة افتتاحيتها بالدعاء لشهداء الجزائر من مختلف المراحل التاريخية، وتحية إجلال وإكبار للمجاهدين ولرجال الجيش المرابطين في كل شبر من أرض الوطن، الذين يواصلون أداء مهامهم بتفانٍ ووعي رفيع بالواجب الوطني، كي تبقى الجزائر قوية، سيدة، وآمنة، بين الأمم.