اعتبرت ليلى زروقي المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الكبرى بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أن القمة العربية المنعقدة أخيرا بالجزائرنجحت في لم الشمل العربي بعد ثلاث سنوات من الانقطاع خصوصا و أنها عرفت حضورا قويا لرؤساء دول وحكومات الدول العربية .
وقالت ليلى زروقي لـ ” فوروم الأولى ” على أمواج الإذاعة الجزائرية إن القمة صدرت عنها توصيات هامة من أجل التأسيس لعمل عربي مشترك يتلاءم مع التطورات و حجم التحديات التي تواجه المنطقة العربية و كذا التحديات المستجدة على الساحة العالمية و منها تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية و تاثيرها على الأمن السلام الدوليين .
وأضافت أن القمة صادقت على المقترحات المقدمة من قبل الجزائر لإصلاح عمل و أداء الجامعة العربية و تفعيل دورها في التصدي ومعالجة مختلف القضايا التي تشغل الرأي العام العربي،وتم ذلك بعد أكثر من 06 أشهر من الإعداد و المشاورات مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وكذا الدول الأعضاء.
واعتبرت زروقي بأن من أبرز علامات نجاح هذه القمة هو التوافق العربي على عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام و تجلى ذلك أولا من خلال لم الشمل الفلسطيني و إنشاء لجنة مفتوحة ترأسها الجزائر من أجل التحرك لحشد تأييد غالبية أعضاء المجتمع الدولي لمنح فلسطين العضوية الكاملة داخل هيئة الأمم المتحدة.
وقالت “إننا ندرك بأن الطريق نحو تحقيق هذا المبتغى سيكون طويلا وشاقا خصوصا وأن هناك 03 أعضاء دائمين بمجلس الأمن الدولي لا يعترفون لحد الآن بدولة فلسطين رغم كون 138 دولة من أصل 193 من الدول الأعضاء التي تملك حق التصويت تؤيد هذا المسعى” .
و في السياق نفسه ، كشفت المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الكبرى بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بان المحور الثاني البارز الذي تضمنه “إعلان الجزائر” هو العمل على حلّ النزاعات العربية في الإطار العربي – العربي بهدف تنقية الأجواء العربية والتصدي للتدخلات الخارجية في الشؤون العربية والتي تعمل على تعقيد الأوضاع في عديد الدول التي تعرف نزاعات سياسية وعسكرية مثل ليبيا و اليمن و العراق وكذا السودان .
وتم لهذا الغرض-تضيف السيدة ليلى زروقي- استحداث آلية جديدة تعرف بـ ” لجنة الحكماء ” و تقوم بدور استباقي ووقائي من خلال العمل على تغليب الحلول الوطنية داخل المنظومة العربية برعاية شخصيات عربية يتم اختيارها على أساس الكفاءة والخبرة و الحكمة في إدارة الأزمات و الوساطة ، أسوة بما ومعمول به بعديد المنظمات الإقليمية الدولية المشابهة .
وشددت ضيفة الإذاعة على أهمية الإسراع في إنشاء و ترسيم هذه الآليات قبل موعد القمة العربية المقبلة المرتقبة في العربية السعودية في شهر مارس المقبل لتجسيد و تفعيل العربي المشترك .
وبخصوص الشق الاقتصادي ، قالت ليلى زروقي إن البلاد العربية تتوفر على قدرات اقتصادية و مالية هائلة يمكن إن تساهم في تشكيل فضاء عربي للتبادل والتعاون في عديد المجالات وخصوصا تحقيق الاكتفاء الذاتي العالم بفعل تأثيرات الحرب الروسية-الأوكرانية .
وضمن هذا السياق ، قالت إن القمة كلفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإعداد أسس إستراتيجية عربية في مجال الغذاء ترفع إلى أشغال القمة المقبلة للمصادقة عليها ، مشيرة إلى وجود فرص كبيرة ليصبح السودان سلة الغذاء العربي وكذا توفر الجزائر على احتياطات كبيرة في مجال المياه الجوفية يمكن أن تساهم في الحد من أزمة المياه في المنطقة العربية .
وتحدثت أيضا المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الكبرى مصادقة القمة على أهمية تبني اقتراح الجزائر الخاص بإشراك المجتمع المدني في العمل العربي المشترك وذلك لأول مرة في تاريخ القمم العربية وخصوصا تفعيل دور الشباب والمساهمة في تواصل الأجيال، واعتبرت المصادقة على هذا المقترح إضافة للعمل العربي خصوصا وان أصواتا كانت تعارض مثل هذا المسعى المتعلق بالشباب والمجتمع المدني و علينا اليوم الإسراع في تحويله إلى اثر ملموس وخصوصا في مجال إقامة و تمويل برامج إنشاء المؤسسات المصغرة.
وبخصوص انضمام الجزائر إلى البريكس قالت ليلى زروقي المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الكبرى بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج ان دولا عربية على غرار الجزائر ومصر والمملكة العربية السعودية تصبو الى الانصمام الى هذا التجمع الاقتصادي.