تواصلت أشغال لجنة النقل والمواصلات السلكية واللاسلكية، برئاسة السيدة فاطمة بيدة، رئيسة اللجنة، حيث استمعت امس الأربعاء إلى الرئيسة المديرة العامة للمجمع الجزائري للنقل البحري، السيدة نادية رابية، التي استعرضت واقع المجمع واستراتيجيته المستقبلية في مجال النقل البحري للمسافرين والبضائع.
أشارت رئيسة اللجنة في مستهل تدخلها إلى الأهمية التي يوليها السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، لهذا القطاع، مجسدة في القرارات التي اتخذها والتي تهدف إلى تدعيم مجال النقل البحري على مستوى كل الأصعدة بتعزيز الموارد البشرية والتخصصات ذات العلاقة، ودعت السيدة بيدة فاطمة إلى ضرورة التنسيق الدائم بين مختلف الفاعلين في مواجهة اللوبيات المسيطرة على مجال النقل البحري والتي عادة ما تستهدف مصالح الجزائر، ما يدفع بالمجمع إلى تحضير استراتيجية عمل ورؤية شاملة لمعالجة المشاكل والعراقيل التي تواجهها الشركات التابعة له.
وتساءلت رئيسة اللجنة حول قدرة المجمع على استغلال الإطارات الوطنية لتلبية احتياجاته فيما يتعلق بالموارد البشرية المتخصصة حفاظا على العملة الصعبة وتحفيزا للاقتصاد الوطني.
أشارت الرئيسة المديرة العامة للمجمع الجزائري للنقل البحري، السيدة نادية رابية، لدى تناولها الكلمة، إلى أن المجمع ناتج عن التحول القانوني لشركة مساهمات الدولة (SGP GESTRAMAR)، تم تأسيسه سنة 2016 على إثر هيكلة القطاع العمومي البحري، المينائي والبري بموجب قرار مجلس مساهمات الدولة، وتتمثل الأنشطة الرئيسية للمجمع في النقل البحري للبضائع والمسافرين، الخدمات الملحقة للنقل البحري (شحن السفن والبضائع، السمسرة، العبور والنقل) إضافة إلى بناء وإصلاح السفن.
من جهة أخرى، كشفت الرئيسة المديرة العامة للمجمع عن خطة الاستثمار الجاري تنفيذها بهدف استرجاع 25 بالمائة على الأقل من الحصص السوقية، حيث يهدف المجمع إلى تدعيم الأسطول البحري بـ 25 باخرة تم اقتناء 12 منها إلى غاية نهاية سنة 2021، وهي مخصصة لنقل الحاويات والمسافرين بالإضافة إلى تصنيع سفينة مكافحة التلوث لفائدة مؤسسة ميناء الجزائر، كما سيقوم المجمع سنة 2022 باقتناء ناقلات للحبوب والحاويات لفائدة مؤسسة كنان شمال، وافتتاح خط بحري جديد يربط بين الجزائر وموريتانيا واقتناء أسطول حاويات لمؤسسة كنان ميد، وسيتم تسليم أربع قوارب لإرساء السفن وقارب للإرشاد قامت مؤسسة تصليح البواخر بتصنيعها لفائدة مؤسسات مينائية وطنية.
من جهتهم، طرح النواب جملة من الانشغالات على غرار الصعوبات التي يعاني منها المسافرون لحجز التذاكر، وأشار بعضهم إلى تلاعبات تحدث في هذا الإطار، وانتقدوا النظام الحالي المستعمل في عمليات الحجز، بالإضافة إلى تجاوزات تحدث في بعض مؤسسات النقل البحري على غرار اقتناء قاربين للنزهة والنقل الداخلي متوقفان حاليا عن الخدمة، كما أشار آخرون إلى التفكير في افتتاح خطوط للنقل البحري الداخلي وخطوط جديدة نحو أوروبا.
واستفسر نائب آخر حول ارتفاع أسعار النقل البحري مما أدى إلى زيادة أسعار السلع على المستوى المحلي، ودعا النواب إلى ضرورة اعتماد استراتيجية فعالة لتطوير قطاع النقل البحري للبضائع.