اليوم هو محطة أخرى تستوقفنا لننظر في واقع الصحافة وتحدياتها ، وما تفرضه سياقات الراهن من تنازع بين القوى وحروب المصالح في عالم يضج بالمتناقضات والصراعات ، هذا العالم الذي ترتسم فيه كل الخرائط معتمدة على وسائل الإعلام المختلفة للترويج وخلق الرأي العام الذي يؤثر ويتأثر بالسياسات والاستراتيجيات .
وإننا اليوم وإذ نثمن دور صحافتتا الوطنية وكل وسائل الإعلام العمومية والخاصة ونشيد بدورها في الدفاع عن مقوماتنا وثوابتنا الوطنية ، ونهنئها بالدور الذي تلعبه في تنوير الرأي العام ونقل الحقائق بتحري الموضوعية ومراعاة المصالح العليا لوطننا ، فإننا في الوقت نفسه نشير إلى حساسية القطاع خاصة في هذه السياقات الجديدة التي يفرضها الإعلام الرقمي ، وكذا ما يتطلبه الذكاء الاصطناعي ، وهي تحديات أخرى تتطلب من اليقظة والوعي ما يكون في مستوى هذا التحدي .
إن صحافتنا اليوم وقد بلغت من حرية الرأي التي اكتسبتها عبر مراحل دولتنا الوطنية لها من التجربة ما يؤهلها لأن تضع حريتها قرينة والمسؤولية الملقاة على عاتقها ، وهي مهنة بقدر ماهي متعبة وشاقة بقدر ماهي نبيلة وسامية ، وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نهنئ كل المشتغلين والمنتسبين إلى قطاع الصحافة والإعلام متمنين للجميع المزيد من التوفيق في ظل مساعي الدولة الهادفة إلى تعزيز القطاع وتوفير الظروف المناسبة لتأدية واجب المهمة وشرف المهنة ، وتحسين الخدمة ، وهو أمر يمكن تحقيقه نظرا لما يتمتع به رجال ونساء الصحافة والإعلام في بلادنا من اقتدار وكفاءة وتجربة وخبرة تجعلتهم متفطنين لما يدور في عالم اليوم الذي تتنازعه المصالح المختلفة .
وإنها لسانحة لأن نتذكر ونترحم على كل شرفاء المهنة الذين سقطوا في ميدان الشرف سواء إبان الثورة المظفرة بالنصر ، أو شهداء الواجب الوطني ، أولئك الذين استبسلوا وصمدوا بالقلم وبالكلمة ووقفوا في وجه الظلم والغطرسة دفاعا عن الحرية والانعتاق ونصرة للحق ، وآيات التضرع موصولة لكل أصدقاء الجزائر من الكتاب والصحفيين الذين ناصروها في قضاياها العادلة على مر المراحل ، فلهم منا كل الامتنان والعرفان والتقدير على جميل صنعهم ، فالجزائر الأبية الوفية لا تنسى تضحيات الشرفاء .
فإلى كل الاعلاميين نقول أعاد الله عليكم يومكم هذا بمزيد من النجاح والتوفيق خدمة لوطننا المفدى .