أبرز وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أصدر تعليمات صارمة بأن تجعل الجزائر من نصرة القضية الفلسطينية أولوية أولوياتها منذ تولي عضويتها بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الأممي.
وذكر عطاف في كلمته أمام ممثلي الهيئات والمؤسسات الوطنية و رؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المعتمدة لدى الجزائر، بمناسبة احياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، الذي يصادف تاريخ انضمام الجزائر إلى منظمة الأمم المتحدة في 8 أكتوبر 1962، “لقد شاءت الأقدار أن تنضم الجزائر لمجلس الأمن في ظل هذه الأوضاع المأساوية بالنسبة للشعب الفلسطيني في جميع أراضيه المحتلة، وبالنسبة لبقية أشقائنا في دول الجوار الفلسطيني”.
ولهذا -يقول الوزير- فقد أصدر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، “تعليمات صارمة بأن تجعل الجزائر من نصرة القضية الفلسطينية ومن التصدي للجرائم الصهيونية في المنطقة شغلها الشاغل، و أولوية أولوياتها، ومبلغ جميع تحركاتها، منذ بداية عهدتها بالمجلس مطلع العام الجاري”.
وتابع : “ستبقى الجزائر تطالب بعقد الاجتماع تلو الاجتماع، واتخاذ المبادرة تلو المبادرة، وطرح الفكرة تلو الفكرة، لأنه لا مناص من اضطلاع مجلس الأمن، وكذا الجمعية العامة، بالمسؤولية الملقاة على عاتقهما تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه كافة دول وشعوب المنطقة التي تطالها يد العدوان الصهيوني”.
و أبرز الوزير أن “حرب الإبادة المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة أغلقت بالأمس عامها الأول بالتمام والكمال، والمجتمع الدولي المتعاطف في غالبيته العظمى مع الشعب الفلسطيني لا يجد سبيلا لإنصاف هذا الشعب المظلوم، وهذا الشعب المقهور وهذا الشعب المستضعف”.
وفي السياق، أشار السيد عطاف إلى مواقف القوى الدولية القادرة على التأثير على مجرى هذا الصراع، والتي “تتراوح بين من يقف وراء الاحتلال داعما ومؤازرا بالمال والسلاح، دون أي حدود، وبين من يتفهم ويبرر ويعلل و يرافع للإجرام الإسرائيلي، دون أي قيود”.
و تابع يقول: “ما كان لوضع كهذا إلا أن يسهم بصفة مباشرة في تواصل وتفاقم وامتداد حرب الإبادة إلى الضفة الغربية، وسط تصعيد صهيوني محموم لم يسلم منه أحد في المنطقة : لا في سوريا، ولا في لبنان، ولا في اليمن، ولا في إيران”،مردفا : “ما كان لوضع كهذا إلا أن يغذي في نفس المحتل الصهيوني التجبر والتسلط والتغطرس، وهو يعيث في المنطقة إجراما وفسادا وطغيانا، متى شاء، وأينما شاء، وكيفما شاء، دون أن يلقى أي مانع أو رادع أو وازع.”
و أكد وزير الخارجية أن “ما كنا نخشاه من غزة أخرى بعد غزة، يحدث اليوم في لبنان الشقيق، حتى تشابهت و اختلطت علينا الصور، وما عدنا نميز غزة من لبنان، ولبنان من غزة”.
وفضلا عن كل هذا -يضيف الوزير- “تبقى أنظار المجموعة الدولية موجهة صوب إيران، تحسبا لتوسع رقعة الإجرام الصهيوني ونشوب صراع إقليمي شامل ومفتوح على كافة الاحتمالات والعواقب غير المحسوبة”.
والأخطر من كل هذا وذاك -يقول السيد عطاف- “أن البعض صار يستكين لقبول هذا الواقع المجحف والخضوع له، وكأنه أمر محتوم لا يملك أمامه غير التعبير عن القلق، حين تغيب الشجاعة والإرادة للإدانة والشجب والاستنكار”، مؤكدا أنه “حتى أولئك الذين انتهى بهم المطاف مؤخرا بإدراك حقيقة الاحتلال الصهيوني وفظاعته وخطورة مآربه، صاروا هدفا لاستفزازاته وتهجماته مقابل القليل والبسيط والمتواضع مما تجرؤوا التعبير عنه”.