أعلن سيف الإسلام القذافي، الجمعة، نجل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، أنه يرتب للعودة إلى الساحة السياسية.
وقال القذافي في مقابلة مصورة أجرتها معه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، هي الأولى له منذ اختفائه قبل 10 سنوات: “حالياً أنا رجل حر، وأرتب للعودة إلى الساحة السياسية”.
وأضاف أنه “استغل غيابه عن الساحة في مراقبة الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعمل بهدوء على إعادة تنظيم القوة السياسية التابعة لأبيه المعروفة باسم (الحركة الخضراء)”.
ورغم تحفظه بشأن الحديث عن احتمالية ترشحه للرئاسة، وفق الصحيفة، فهو يعتقد أن الحركة التي يقودها “بإمكانها أن تعيد للبلاد وحدتها المفقودة”.
وأشار إلى أن نجاح الشعار الذي اختاره لحملته وهو “السياسيون لم يقدموا لكم شيئًا سوى المعاناة، حان وقت العودة إلى الماضي”، دون مزيد من التفاصيل.
وأردف القذافي: “لقد اغتصبوا بلادنا وأذلّوها (لم يحدد جهة)، ليس لدينا مال ولا أمن ولا حياة.. إذا ذهبت إلى محطة الوقود، فلن تجد وقودًا”.
وتابع: “نحن نصدّر النفط والغاز إلى إيطاليا، ونضيء نصف إيطاليا، ونعاني بالوقت نفسه من انقطاع الكهرباء، ما يحدث تخطّى حدود الفشل، إنه مهزلة” بحسب الصحيفة.
وحول سنوات اختفائه قالت الصحيفة: “قبل 10سنوات، اعترضت مجموعة من المسلحين موكبا صغيرا قرب مدينة أوباري الليبية أثناء محاولته الفرار جنوبا باتجاه النيجر، وعثروا فيه على شاب أصلع تغطي الضمادات يده اليمني، واكتشفوا أنه سيف الإسلام”.
وأضافت: “لأنه كان مطلوبا أيضا للمحكمة الجنائية الدولية، فقد اعتُبر رهينة ثمينة، وظل لديهم حتى بعد انتخابات عام 2012، ثم أطلقوا سراحه بعد التطورات المتسارعة في ليبيا، لكن أحدا لا يعرف مكانه، بحسب الصحيفة.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن القذافي قوله، إن “المقاتلين الذين اعتقلوه قبل 10 سنوات قد تحرروا من وهم الثورة، وأدركوا في نهاية المطاف أنه قد يكون حليفًا قويًّا لهم”.
ويطمح أنصار النظام الليبي السابق، العودة مجددا إلى الحكم من بوابة المصالحة الوطنية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة نهاية 2021، بعد 10 سنوات من الإطاحة بنظام القذافي.
وإن كان هذا السيناريو مستبعدا، إلا أن أنصار القذافي لا يخفون رغبتهم في ترشيح سيف الإسلام للرئاسيات المقبلة، بدعم روسي وقبلي، فضلا عن احتفاظ ابن عم القذافي، أحمد قذاف الدم بـ”ثروة” تسمح له بتمويل مشروع العودة إلى السلطة.
ويخشى الليبيون الذين شاركوا في ثورة 17 فيفري 2011، التي أطاحت بنظام القذافي، أن ينتقم منهم نجله سيف الإسلام بمجرد وصوله إلى الرئاسة، لذلك من المستبعد أن يسمحوا له بالترشح للرئاسيات المقبلة.