أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الأحد بالأغواط، أنّ مقاومة الأغواط تعتبر منبعا للوطنية الصافية ومركزًا للمقاومة الشعبية المتعاقبة في الصحراء الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.
ولدى تدخله في مستهل مراسم إحياء الذكرى الـ 170 لهذه المقاومة، أوضح الوزير أنّ: “الأغواط كانت بأعلامها وأبطالها مثالاً للتمسك بالأرض والدفاع عنها، كما كانت معقلا للقيم الوطنية الأصيلة”.
وأكد ربيقة أنّ مقاومة الأغواط “تعتبر واحدة من أطول المقاومات التي خاضها الشعب الجزائري”، واصفًا احتلال مدينة الأغواط بأنّها “واحدة من أبشع الجرائم التي لم يشهد العالم آنذاك مثيلاً لها”، مضيفا أنّ الأبرياء من أبناء الشعب “تفاجئوا بأسلحة لا عهد لهم بها زرعت الموت في كل شبر من هذه الأرض الطاهرة”.
وأشار الوزير أنّ “احتلال مدينة الأغواط يعد إبادة شنيعة راح ضحيتها ثلثي الساكنة”، مشيرًا إلى أنّ وقفة اليوم تعتبر فرصة لاستعادة مسار الكفاح الطويل في مرحلة المقاومة الوطنية ضد العدوان الاستعماري وما كان يحمله من برامج ومخططات ترمي إلى احتلال الأرض والقضاء على الإنسان.
وأضاف ربيقة أنّ المقاومة الوطنية في هذه المناطق شكلت “حلقة هامة في الكفاح المتواصل للشعب الجزائري، كما شكل المقاومون فيها من أمثال بن ناصر بن شهرة مدرسة جهادية نادرة هي قمة في الصفاء والإخلاص والثبات في المواقف، وتمكنوا بفضل حسهم الوطني من مجابهة المخططات الاستعمارية التي أخذت أشكالاً مختلفة”.
ودعا ب إلى ضرورة إعطاء البعد العلمي للقضايا التاريخية، مبرزًا في الوقت ذاته، أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تقدم نتائج تصب في اتجاه تعميق الأبحاث حول تلك القضايا.
إلى ذلك، أعلن الوزير عن إقامة ملتقى حول “دور الزوايا والمقاومة الشعبية في الحفاظ على مقومات الشخصية الوطنية” الذي سينظم بالتنسيق مع مختلف القطاعات والهيئات المعنية.
وتناولت هذه الندوة التاريخية الذي احتضنها مدرج المجاهد محمد السوفي بجامعة عمار ثليجي بالأغواط مقاومة الأغواط من عدة جوانب السوسيولوجية منها والتاريخية والقانونية.
وأكد الباحث عيسى بوقرين أنّ تلك المجازر التي عاشتها المنطقة دونتها الكثير من المصادر عبر شواهد مادية ووثائق أرشيفية ومذكرات وغير ذلك، موضحًا أنّ تفاصيل هذه المجازر تحتاج إلى بحوث معمقة من أجل استجلاء الحقيقة وتسجيلها تاريخيًا كأول منطقة استعمل فيها هذا النوع من الأسلحة الفتاكة.
من جهته، ذكر مدير الجامعة، جمال بن برطال، أنّ هذه الندوة التاريخية “تهدف للتفصيل في حجم المجزرة التي ارتكبت في حق ساكنة مدينة الأغواط واستجلاء حقيقة استعمال السلاح الكيماوي كأول تجربة عسكرية لهذا النوع من أسلحة الدمار الشامل والكشف عن الآثار الوخيمة التي ترتبت عن تلك الجرائم الاستعمارية في المنطقة”.
وسمحت بالتعريف بمقاومة ساكنة مدينة الأغواط في الدفاع عن مدينتهم وحول تجريم الاستعمار والمطالبة بالاعتراف بتلك الجرائم والاعتذار عما اقترفته فرنسا الاستعمارية من جرائم ضد الشعب الجزائري الأعزل.