استقبل صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، صبيحة بمقر مجلس الأمة، فاليريان شوفايف، سفير فيدرالية روسيا بالجزائر الذي أدى له زيارة مجاملة. تندرج هذه المقابلة في إطار تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية العميقة التي تجمع الجزائر وروسيا على كافة المستويات، ومنها المستوى البرلماني الذي عرف وهجا مميزا منذ إمضاء بروتوكول التعاون البرلماني الثنائي بين مجلس الأمة والمجلس الفيدرالي للجمعية الفيدرالية لروسيا بتاريخ 14 ماي 2014.
خلال هذه المقابلة، أكد صالح قوجيل، على اعتزاز الجزائر بالعلاقات التاريخية والمميزة التي تربطها بروسيا، وبحرص قائدي البلدين على ترقيتها عبر اتفاقات جديدة تنسجم والتحولات الدولية المتسارعة، وتسعى إلى إحداث التوازن الحكيم الذي يفتقده العالم في ظرف عالمي خاص مشددا على أهمية تدعيمها في المجالين الاقتصادي والاستثماري… كما جدد التأكيد على تمسك الجزائر بالمبادئ الثابتة لسياستها الخارجية، الداعية إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتسوية السلمية للنزاعات، وتغليب لغة الحوار والتفاوض والمصالحة… وفي هذا السياق، أشار رئيس مجلس الأمة إلى ضرورة تجديد العهد مع مبدأ عدم الانحياز الذي تلتزم به الجزائر، وبالقيم السامية التي تتفرع عنه لاسيما منها الدعم اللامشروط لقضايا التحرر في العالم، ومساندة حق الشعوب في الحرية والسيادة وتقرير المصير… مؤكدا ضرورة تفعيل دور هذه الحركة في شكل جديد، من أجل إقامة علاقات دولية متوازنة بعيدا عن ظروف الحرب الباردة…
من جهته عبر السفير الروسي عن ارتياحه لمستوى التعاون الذي تجسده علاقات ثنائية متميزة بين الجزائر وروسيا، وعن حرص بلاده للحفاظ على هذا التعاون الإستراتيجي، وتقديرها لمستوى التفاهم الذي بلغه التنسيق بين البلدين في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.. كما دعا إلى المحافظة على هذه الوتيرة من خلال توطيد التعاون البرلماني في كل مظاهره…
وفي هذا الإطار، قدم سفير روسيا بالجزائر رسالة دعوة موجهة إلى صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة من نظيره بالبرلمان الروسي، وذلك للمشاركة في المؤتمر البرلماني الدولي الثاني “روسيا- إفريقيا”، المزمع عقده يومي 19 و20 مارس 2023 بالعاصمة الروسية موسكو… رئيس مجلس الأمة، قدم جزيل شكره للسفير الروسي على الدعوة ورحب بها… وكانت سانحة للتذكير بالنهج الذي تتبناه الجزائر تجاه التنمية في القارة الإفريقية وتجاه جميع أنواع الشراكات، والقائم على رفض كل الطروحات التي تجعلها رهينة لتصادم مصالح الكولونيالية الجديدة في القارة السمراء.