أنهى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية, عبد الحميد الدبيبة, مساء يوم الأحد, زيارته الرسمية إلى الجزائر و التي أفضت إلى الاتفاق على إعادة تفعيل العديد من الاتفاقيات الثنائية و كذا تحديد سبل إعادة فتح المعابر الحدودية و استئناف الرحلات الجوية بين العاصمتين.
وكان السيد الدبيبة قد حل, أمس السبت, في زيارة رسمية للجزائر دامت يومين, على رأس وفد هام, استقبل خلالها من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وقد تناولت المحادثات “سبل تكثيف التعاون الثنائي ودعمه في كل المجالات، لا سيما التنسيق الأمني ومحاربة الجريمة العابرة وحماية الحدود المشتركة، وكذا زيادة التبادل التجاري من خلال فتح المجال الجوي ومنافذ أخرى يمكن فتحها”, حسب ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية.
كما شكلت هذه الزيارة كذلك, فرصة لتأكيد “دور الجزائر المحوري في تعزيز المصالحة الليبية-الليبية واستكمال مسار الحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بضمان سيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية”.
وفي ختام زيارته للجزائر, ترحم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية على أرواح شهداء الثورة التحريرية, بمقام الشهيد (رياض الفتح), مع قيامه بزيارة المتحف الوطني للمجاهد و المتحف المركزي للجيش.
وقد كان للوزراء الليبيين الذين قدموا إلى الجزائر ضمن هذا الوفد, لقاءات ثنائية مع نظرائهم الجزائريين, على غرار وزيرة الخارجية, نجلاء المنقوش التي ثمنت -في اجتماعها مع نظيرها صبري بوقدوم- دور الجزائر “الثابت” و”عملها الدؤوب للحفاظ على السيادة الليبية و وحدتها الترابية و صيانة استقلالها” و كذا “تضامنها اللامحدود من أجل تحقيق المصالحة الوطنية”.
وأشادت رئيسة الدبلوماسية الليبية بمرافقة الجزائر للمسار الأممي في إطار نتائج “اتفاق جنيف” الذي كان قد توج بالاتفاق على تنظيم انتخابات رئاسية بليبيا, تقوم على “أسس دستورية”, وهي الاستحقاقات التي حدد تاريخها بـ 24 ديسمبر المقبل.
كما كشفت أيضا عن موافقة الجزائر على فتح مكتب الدبداب الذي يعد من المواقع الحيوية بين البلدين مع الوعد بفتح مكتب آخر قريبا لتسهيل سبل التعاون بينهما, مثمنة “هذه السلاسة في الاستجابة لطلبات ليبيا في هذه المرحلة”.
وسياق ذي صلة, شهدت هذه الزيارة محادثات جمعت وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, كمال بلجود بنظيره الليبي, خالد تيجاني مازن, اتفقا خلالها على “تعزيز التعاون في مجال اختصاص الوزارتين”.
وبدورهما, بحث كل من وزير الطاقة والمناجم, محمد عرقاب و وزير النفط والغاز الليبي, محمد أحمد عون, سبل تعزيز التعاون في قطاع الطاقة بين البلدين, خاصة في مجالات المحروقات وانتاج الكهرباء وصيانة الشبكات.
أما في قطاع الصحة, فقد اجتمع الوزيران عبد الرحمن بن بوزيد و علي مفتاح الزناتي, اللذان اتفقا, من جهتهما, على عقد لقاءات بين إطارات الوزارتين بداية من الأربعاء القادم, عبر تقنية التحاضر عن بعد.
وترمي هذه اللقاءات إلى ”تحديد إطار التعاون وتعزيزه وتفعيل الاتفاقيات الثنائية” التي أبرمت بين البلدين في هذا القطاع, خلال السنوات السابقة, و التي تشمل, على وجه أخص, مجالات “التكوين وتبادل الخبرات والوفود الطبية وعلاج الأورام, لاسيما عند الأطفال”.
كما شملت أجندة اللقاءات الثنائية المنعقدة في إطار زيارة السيد الدبيبة, قطاع العمل و التشغيل, حيث تم الكشف عن تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر وليبيا, سابقا مع التركيز على الاستفادة من الخبرة الجزائرية في هذا المجال.
=استئناف الرحلات الجوية و الإسراع في فتح معبر الدبداب-غدامس… ملفات أخرى في صلب المحادثات=
كان ملف إعادة فتح المعابر الحدودية و استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس والجزائر العاصمة وإعادة فتح خط بحري لنقل البضائع والمسافرين و سبل تجسيدها, من أهم ما ناقشه وزير النقل والأشغال العمومية, كمال ناصري, و نظيره الليبي, محمد سالم الشهوبي.
وقد اتفق الطرفان الجزائري و الليبي على ضرورة تحيين اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين البلدين, خلال لقاء جمع وزير المالية, أيمن بن عبد الرحمان بوزير الاقتصاد و التجارة الليبي, محمد الحويج, في إطار فعاليات المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي الذي عرف مشاركة نحو 400 متعامل اقتصادي من كلا البلدين.
ولدى تطرقهما إلى مختلف القضايا التي تهم القطاعين, بما يكفل للعلاقات الثنائية الارتقاء إلى مستوى الطموحات في مجال تشجيع الاستثمارات و حماية المستثمرين”, اتفق الجانبان على ضرورة تحيين اتفاقية منع الازدواج الضريبي التي تعود إلى سنة 1988, مع الإسراع في وضع الإجراءات اللازمة لفتح المعبر
الحدودي الدبداب-غدامس لتسهيل عبور البضائع و ذلك بتوفير مختلف الآليات الجمركية لدى الطرفين.
كما تقرر في ذات الإطار, فتح وكالة بنكية على مستوى الدبداب لتسهيل الإجراءات البنكية المتعلقة بالتوطين و متابعة العمليات المصرفية المرتبطة بالتبادلات
بين البلدين.
وفي ختام زيارته, قام رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية والوفد المرافق له بزيارة الى المسجد الأعظم بالجزائر العاصمة, حيث قدمت له شروحات وافية حول هندسة وإنجاز هذا الصرح الديني والثقافي.
وكان السيد عبد الحميد الدبيبة مرفوقا في هذه الزيارة بالوزير الاول, السيد عبد العزيز جراد.