رئيس المجلس يدعو السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية للانخراط في تكوين جبهة داخلية قادرة على رفع التحدي

عقب التصويت على مخطط عمل الحكومة، ألقى رئيس المجلس الشعبي الوطني كلمة هنأ فيها النواب على ما بذلوه من جهد في نقد وإثراء المخطط، كما هنأ الوزير الأول على الثقة التي منحت له.
ودعا السيد بوغالي في نص كلمته السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى الانخراط في بناء جبهة داخلية قادرة على رفع التحدي في إطار الوحدة واللحمة الوطنية للمجتمع الجزائري.
لقد نال مخطط عملكم من القراءة والنقد والمناقشة والإثراء والاستفسار من قِبَل الزميلات والزملاء النواب ما جعلنا جميعا ندخل في صميم محتواه ونتعمق في منطلقاته وتطلعاته ، وما كثرة تدخلات السيدات والسادة النواب إلا دليل على أن مادة المخطط مكثفة وجديرة بأن يولى لها من الاهتمام ما تستحقه من عناية وجدية .
فالمخطط يرسم معالم الجزائر الجديدة التي تعهد بها السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية ، وقد كانت الفصول والمحاور عاكسة للإرادة السياسية الصادقة من أجل إقلاع تنموي نهضوي حقيقي في ظل تمسك الجزائر بقيمها الراسخة وثوابتها ، جزائر متشبثة بأصالتها ، منطلعة إلى ولوج عالم العصرنة والحداثة وبقدم راسخة وبحضور قوي وصوت مسموع في المحافل الإقليمية و الدولية .
إن الشعب الجزائري يتطلع إلى عهد جديد بعد أن طوى صفحة قاتمة لحقبة عرفت من الجمود السياسي والاقتصادي والاجتماعي بفعل ما تفشى من فساد انتشر في جميع القطاعات ، هذا الفساد الذي فوت فرصة الإقلاع الحقيقي على بلادنا وخلق من تراكمات الأزمة ما عرقل مسارات التنمية مما يستوجب تظافر جميع الجهود في إطار التكامل الإيجابي والفعال بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية وبين كل فواعل المجتمع التي ينبغي أن تنخرط لتكوين جبهة داخلية قادرة على رفع التحدي في إطار الوحدة واللحمة الوطنية للمجتمع الجزائري ، هذا المجتمع القوي بأبنائه وبمؤسساته وعلى رأسها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني المجيد .
إن توفر عنصر الإرادة في ظل الوحدة الوطنية تجعل منا كمجتمع يعي حجم التحديات والرهانات ، مجتمع منسجم تسوده روح التعاون والتضامن ، مجتمع يقدس القيم والفضائل وينبذ روح الاتكال والتواكل ، مجتمع يكون كل فرد فيه فعالا إيجابيا قادرا على الإسهام في مسار التنمية الشامل .
إنه يتعين علينا جميعا أن نعمل على أخلقة الحياة العامة و السياسية منها على الخصوص سلوكا وممارسة وأن نستعيد الثقة المفقودة نتيجة الترسبات والممارسات التي أساءت كثيرا وتركت نتائجها السلبية أفقدت عنصر الثقة بين الحاكم والمحكوم ، الأمر الذي يتطلب منا العمل وبلا هوادة لاسترجاعها .
وها نحن اليوم ننطلق بفضل النظرة الجديدة والتي لمسناها في هذا المخطط الذي يستمد رؤاه وتصوراته من برنامج السيد رئيس الجمهورية ، برنامج يعتمد على مؤسسات نابعة من إرادة الشعب عبر انتخابات شفافة ونزيهة ، ابتداء من الدستور أبو القوانين ومرجعيتُها وانتهاءً بانتخابات محلية وشيكة سنعمل جميعا على إنجاحها وتهيئة كل الظروف لتكون استكمالا لبناء المؤسسات الديمقراطية
وإنه لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم إلى كل الزملاء والزميلات بأسمى آيات الشكر على حسن تفاعلهم وإيلائهم لوثيقة المخطط من الجدية ما يعمق الفهم ويزيل الغموض ، والشكر موصول لكم السيد الوزير الأول ولكل طاقمكم الحكومي على ما بذلتموه من جهد وصبر .
شكرا لكم السيد الوزير الأول على تقديمكم الوافي لمخطط عمل حكومتكم وللردود والإجابات المقنعة على انشغالات وتساؤلات السيدات والسادة النواب ، هذه التساؤلات التي أبانت حقيقة عن جدية في الطرح ونية في العمل من أجل جزائر جديدة يسود فيها القانون والعدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المنشودة وهو القاسم المشترك بين جميع النواب على مختلف انتماءاتهم ، فبناء الوطن هو مسؤولية الجميع وهو الواجب الذي ينبغي أن لا نَحيدَ عنه .
أهنئكم السيد الوزير الأول وطاقمكم الحكومي على ثقة نواب المجلس الشعبي الوطني والذين هم على يقين من أنكم لن تدخروا أي جهد في سبيل تجسيد هذا المخطط على أرض الواقع .
نجدد لكم السيد الوزير الأول استعداد الهيئة التشريعية لمرافقتكم لإحداث التكامل الذي ولا شك سيعود بالنفع على وطننا وبالخير على شعبنا الذي ينتظر منا الكثير .
وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلاد والعباد وهدانا سبيل الرشاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته