نظمت مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم 30 نوفمبر 2022، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، ندوة تحت عنوان: “الإعلام والحفاظ على الذاكرة الوطنية… التزام ومسؤولية لتعزيز الدفاع الوطني”.
أشرف على افتتاح أشغال الندوة السيد الفريق أول، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، و قادة القوات والدرك الوطني، وقائد الناحية العسكرية الأولى، ورؤساء دوائر ومديرين ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية ومسؤولي هيئات ومؤسسات إعلامية وطنية.
في المستهل وبعد الاستماع إلى النشيد الوطني، ألقى السيد الفريق أول السعيد شنڨريحة كلمة رحب من خلالها بالمشاركين، مؤكدا على أن تنظيم هذه الندوة التاريخية تزامنا مع الاحتفالات المخلدة لستينية استرجاع استقلالنا الوطني، وكذا الذكرى الثامنة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، اللتين عرفتا تنظيم استعراض عسكري مهيب واحتضان القمة الواحدة والثلاثين لقمة جامعة الدول العربية، يعكس مدى ارتباط الجزائر الجديدة بتاريخها المجيد:
“هذه النَّدوة الموسومة بـ”الإعلام والحفاظ على الذاكرة الوطنية…التزام ومسؤولية لتعزيز الدفاع الوطني”، يأتي تنظيمها تزامنا مع ستينية استرجاع استقلالنا الوطني، وفي شهر نوفمبر الأغرّ، شهر الثورة المجيدة التي حطمت قيود الإستدمار، وكانت ميلاد فجر جديد لأمتنا، التحم فيها كل الجزائريين من أَجل التحرر والإنعتاقِ من أَغلال العبودية، راسمين أَروع صور البطولة والتضحية ونكران الذات.
فمن وحي هذا التاريخ المجيد، وفي كنفِ الجزائر الجديدة، التي أرسى معالمها السيّد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، أحيت بلادنا هذه السنة ستينية الاستقلال بعرض عسكري مهيب، كما استحضرت بلادنا رمزية الزمان والمكان، في إحياء الذكرى الثامنة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، من خلال احتضان حدث عربي كبير، وهو أشغال القمة الواحدة والثلاثين لجامعة الدول العربية، التي كانت قمة تاريخية بكل المقاييس، سواء من حيث مستوى التمثيل أو من حيث تاريخية القرارات التي تبنتها، وهذا كله يعكس مدى ارتباطنا بتاريخنا المجيد”.
السيد الفريق أول أكد أن من أبرز التحديات التي تواجهها بلادنا اليوم، هي محاولات فك ارتباط شعبنا بذاكرته، وفصله عن المبادئ والقيم التي حملها أجداده ودافعوا عنها بأعز ما يملكون مؤكدا أن بلادنا تدرك جيدا خطر هذا الفكر المسموم وتعمل على إبطال مفعوله من خلال إيلاء أهمية بالغة لملف الذاكرة كركيزة من ركائز بناء الجزائر الجديدة، لا سيما عبر جملة من القرارات التي تعكس قيمنا الأصيلة ومدى تمسكنا بهويتنا وتاريخنا المجيد:
“وهو ما تدركه بلادنا جيدا، حيث تعمل على مواجهة هذا الفكر المسموم وإبطال مفعوله، وفي هذا الخصوص أولى السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، أهمية بالغة لملف الذاكرة، كركيزة من ركائز بناء الجزائر الجديدة، لاسيما في ظل وجود نوايا خبيثة لاستهداف الذاكرة الوطنية للأمة الجزائرية.
كما يجدد السيد الرئيس، في كل مرة، التذكير بواجب الحفاظ عليها ومنحها ما تستحقه من الرعاية والاهتمام، على غرار الحرص على استرجاع رفات شهداء المقاومة الشعبية من متحف الإنسان بباريس، ودفنهم في أرضهم التي استشهدوا من أجلها، وكذا اعتماد الثامن ماي من كل سنة يوما وطنيا للذاكرة، وترسِيم الوقوف دقيقةَ صمت، بمناسبة مجازر 17 أكتوبر 1961، دون أن ننسى إطلاق قناة الذاكرة وإِيلاء أهميّة خاصّة للمناسبات الوطنية.
هذه كلُّها أعمال جليلة تعكس أسمى صور الوفاء، وصدق الولاء لتضحيات ملايين الشهداء، وتؤكد قيمنا الأصيلة ومدى تمسكنا بهويتنا وتاريخنا المجيد”.
على إثر ذلك، أعلن السيد الفريق أول، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عن الافتتاح الرسمي للندوة.
تواصلت بعدها، فعاليات هذا الحدث الهام بإلقاء السيد مدير الإعلام والاتصال بأركان الجيش الوطني الشعبي كلمة تمهيدية للندوة بعنوان “دور الإعلام الوطني وجهود الجيش الوطني الشعبي في ترسيخ قيم الذاكرة الوطنية تعزيزا للدفاع الوطني” ليتابع بعد ذلك الحضور فيلم وثائقي حول مضمون الندوة، تلاه فيما بعد إلقاء ثلاث (03) محاضرات قيّمة قدمهما أساتذة جامعيون مختصون في التاريخ والإعلام، تعلقت بمواضيع هامة على غرار “أهمية الذاكرة الوطنية في الحفاظ على الدولة الوطنية وكسب رهانات الحاضر وتحديات المستقبل” و”مسؤولية الإعلام في ترسيخ قيم الذاكرة الوطنية، تعزيزا للدفاع الوطني” و”إعلام الذاكرة…مقاربة استشرافية في بناء الوعي الجماعي”.
المحاضرات لاقت اهتماما وتفاعلا كبيرين من طرف الحاضرين، الذين ساهموا في إثراء موضوع الندوة.