دعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، إلى بلورة رؤية موحدة من أجل بناء إفريقيا قوية وفاعلة، مؤكدًا التزام الجزائر بأن تكون شريكًا أساسيًا في هذا المسعى الاستراتيجي.
وفي كلمته خلال افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية 2025 بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، شدّد الرئيس تبون على أن “إفريقيا هي المستقبل”، معتبرًا أن هذا الموعد الاقتصادي لا يقتصر على كونه تظاهرة تجارية، بل يمثل وعيًا جماعيًا متجددًا لبناء قارة متكاملة الإرادة وحاضرة بفاعلية في محيطها الإقليمي والدولي.
واستعرض رئيس الجمهورية أبرز ما تحقق على المستوى القاري خلال العقدين الماضيين، على غرار تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وانضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين، وإقامة شراكات مع كبريات القوى الاقتصادية العالمية، مبرزًا في الوقت نفسه حجم التحديات التي ما تزال تعترض القارة من حيث ضعف التمثيل في المؤسسات المالية الدولية، ومحدودية حصتها في التجارة العالمية والاستثمارات الأجنبية.
وفي هذا الإطار، جدّد الرئيس تبون دعوته إلى توحيد جهود الدول الإفريقية لكسب مكانة أكبر في صناعة القرار الاقتصادي الدولي، مبرزًا أن القارة، رغم امتلاكها 30% من ثروات العالم الطبيعية وسوقًا استهلاكية تتجاوز المليار ونصف المليار نسمة، لا تزال حصتها في التجارة العالمية لا تتعدى 3%.
كما سلط الضوء على المشاريع الهيكلية الكبرى التي تقودها الجزائر لصالح إفريقيا، على غرار الطريق العابر للصحراء، أنبوب الغاز الجزائر–نيجيريا، مشروع الألياف البصرية، خطوط السكك الحديدية نحو مالي والنيجر، إلى جانب فتح خطوط جوية وبحرية، وإنشاء مناطق للتبادل الحر، وفتح فروع للبنوك الجزائرية عبر القارة.
ولم يغفل الرئيس تبون الإشارة إلى البعد التضامني الذي يميز السياسة الجزائرية تجاه القارة، مذكرًا بتكوين ما يزيد عن 65 ألف إطار إفريقي، وإعفاء 14 دولة من ديون تجاوزت قيمتها 1.5 مليار دولار.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس الجمهورية القادة الأفارقة إلى جعل الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية نقطة انطلاق جديدة نحو بناء إفريقيا متضامنة، قوية ومزدهرة، قادرة على فرض مكانتها في النظام الاقتصادي العالمي.