وري جثمان الفنانة الراحلة، نعيمة عبابسة، الثرى، ظهر اليوم الإثنين، بمقبرة قاريدي في العاصمة. وتم نقل جثمان الفقيدة مباشرة من مستشفى مصطفى باشا الجامعي إلى المقبرة وفقا للبروتوكول الصحي الخاص بفيروس كورونا.
و قد تركت نعيمة عبابسة المنحدرة من عائلة فنية، بصمتها في الساحة الفنية الجزائرية بأدائها الرائع من خلال المشاركة في العديد من التظاهرات الثقافية المخصصة للموسيقى في الجزائر وفي الخارج، على غرار مهرجاني الاغنية العربية لجميلة بولاية سطيف و الشرقية (Orientalys) لمونتريال، بالإضافة إلى العديد من الحفلات مثل تلك التي احيتها في بيرسي بباريس.
و قد برعت المغنية وعازفة الآلات نعيمة عبابسة و تفننت في عزف البيانو وفي أداء الأغاني من رصيدها الفني بالإضافة إلى أغاني أخرى من المنوعات الجزائرية في مختلف سجلاتها التي أعادت اداءها بعد إثرائها خاصة في الحفلات العائلية والمناسبات الأخرى.
و كانت الفقيدة بعد أن حققت نجاحًا باهرا في الحفلات والجولات الفنية، تفضل احياءها اكثر من تسجيل أغانيها في الاستوديوهات، مما عزز تواصلها مع الجمهور الذي دخلت قلبه بسرعة لمهارتها و احترافيتها كفنانة، هذا الإرث الثمين الذي ورثته عن ابيها عبد الحميد عبابسة (1918-1998)، الذي يعتبر أيقونة الأغنية الشعبية والبدوية، و الذي ميز الموسيقى الجزائرية لما يقرب 40 سنة و أسس مع زوجته، وهي أيضًا مغنية في أوركسترا شعبية، عائلة فنية، مع شقيقتها فلة التي أصبحت نجمة عالمية، واشقائها الموسيقيين، لا سيما نجيب، أو ابنة شقيقها شيرين التي انضمت إلى فرقتها الموسيقية.
و من بين العناوين التي غنتها الفقيدة بصوتها العذب والحاضر والمفعم بالحيوية والتي كتبت اسمها بأحرف من ذهب في السجل الثري للأغنية الجزائرية: “ها الشاوي” و “اللي بغاك بغيه” و “يا الجزاير” و “مازالني على ديداني” و “يا أختي” و 18 أغنية من البوم متنوع، صدر سنة 2017، مصمم في أنواع، النايلي، و العاصمي، و الترقي، و الصحراوي والبدوي بما في ذلك أغنية “حيزية” الشهيرة الموروثة عن والدها.