أكد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني ، كلمة اليوم في العاصمة الغانية أكرا، ممثلاً لرئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون. في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للحدث الذي تنظمه جمهورية غانا تحت شعار “تحقيق السوق الموحدة لإفريقيا من خلال البنية التحتية: الاستثمار والتواصل والتكامل”.
أن الجزائر، تحت قيادة الرئيس تبون، تولي أهمية قصوى للتعاون الإفريقي-الإفريقي، وتعتبر القارة الإفريقية العمق الاستراتيجي للجزائر وضمان أمنها واستقرارها. وقد تجسد هذا الالتزام من خلال مبادرات ومشاريع استراتيجية عديدة، من أبرزها المصادقة على الاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية في 5 أبريل 2021، وإطلاق مشاريع كبرى مثل الطريق العابر للصحراء الذي يربط شمال القارة بجنوبها، ومشاريع الربط الطاقوي التي تهدف إلى تحقيق الأمن الطاقوي للشعوب الإفريقية.
كما أشار إلى الجهود الجزائرية في تعزيز البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، حيث تم فتح طرق برية صحراوية تربط الجزائر بمالي والنيجر وموريتانيا، وإطلاق خط بحري لنقل البضائع يربط الجزائر بنواكشوط، بالإضافة إلى فتح خطوط جوية جديدة مع عدة بلدان إفريقية. وأكد أن هذه المشاريع تسهم في تسهيل التبادل التجاري وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة.
وفي مجال التكنولوجيا والابتكار، أبرز السيد بوغالي مشروع “الوصلة المحورية للألياف البصرية العابرة للصحراء”، الذي يهدف إلى ربط الجزائر بدول مثل النيجر ونيجيريا وتشاد ومالي وموريتانيا، بهدف خلق حركية تكنولوجية وتدارك الفجوة الرقمية في القارة. كما أشار إلى إنجاز الجزائر لـ2600 كيلومتر من الألياف البصرية، وإطلاق خط بحري يربط الجزائر بإسبانيا لزيادة قدرات النطاق الترددي الدولي.
وفي إطار تعزيز التعاون الإفريقي، أكد السيد بوغالي أن الجزائر أنشأت آليات فعالة مثل وكالة التعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، التي تقدم الدعم الفني والمالي للمشاريع التنموية في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية. كما عملت على تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية من خلال تشجيع الاستثمارات المشتركة وفتح فروع بنكية في عدة بلدان إفريقية.
وأكد السيد بوغالي أن الجزائر تلتزم بدعم السلم والاستقرار في إفريقيا كشرطين أساسيين لتحقيق التنمية المستدامة، وتدعو إلى حل النزاعات ضمن الإطار الإفريقي بعيدًا عن التدخلات الخارجية. كما أعاد التأكيد على دعم الجزائر لحق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير، داعيًا إلى استكمال تحرر القارة الإفريقية من نير الاستعمار.
وفي ختام كلمته، دعا بوغالي إلى تكثيف الجهود المشتركة لتحقيق السوق الموحدة الإفريقية، مع التركيز على الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا والتعليم، مؤكدًا أن الجزائر ستظل في طليعة الداعمين للتكامل الإفريقي والعمل المشترك لتحقيق تطلعات شعوب القارة.