أشرف سهرة أمس رئيس ديوان وزارة الثقافة “مُحمد سيدي مُوسى”، بدار الثقافة ”التخي عبد الله بن كريو” بولاية الأغواط،مُمثّلاً لوزيرة الثقافة والفنون “صُورية مُولوجي”، على الافتتاح الرسمي لفعاليات الطبعة التاسعة “للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي” بمشاركة 13 دولة، وذلك تحت شعار “ألحان الجزائر دعوة للتسامح وسمو الروح”، على أن تحمل إسم “سيدي الشيخ أبي العباس أحمد التجاني”.
وفي كلمة ألقاها نيابة عنها رئيس الديوان، أوضحت “صُورية مُولوجي” أن وزارة الثقافة والفنون تولي هذا الموعد الثقافي المعرفي والفني بامتياز القدر الكبير من الأهمية، اعتباراً بأن السماع الصوفي من الفنون الروحية الأصيلة والمتجذرة في التربية الإسلامية بشكل عام، وفي الثقافة الشعبية العربية المسلمة والجزائرية، وقد ساهم السماع كونه رافداً تربوياً أساسيا لأهل التصوف، ومع كل النخبوية في مستويات كثيرة، أن يعيدوا للمديح وللغناء الروحي نضارته، وروحه الشعبية المتوهجة ليكون فنا من فنون الشعب يتداولونه في المساجد والأسواق وفي الأفراح والأحزان، ومن هذه الثروة الشعبية والشعورية الكبرى كانت العناية به تضاعف باستمرار ما جعله في الغالب الأعم مرتبطا بحضرة الذكر والعلم، بل صار أحد مقامات التصوف مسلكا نبيلا، وشرفا عزيز المرام.
كما أثنت السيدة الوزيرة في كلمتها على برنامج الندوات الفكرية المرافقة للسهرات الذوقية الراقية، ولاسيما على المقاربة الوظيفية للسماع وكيف يكون حقلا للتربية الروحية والترقي الأخلاقي وسمو الروح، ونشر فضيلة المحبة والتسامح، وهي القيم الكبرى التي نحتاجها جميعا اليوم في عالم عاصف بالماديات والحروب والشحناء، وأبدت سعادتها باحتفاء المهرجان بكل المداحين والمنشدين، خاصة الوقفة التكريمية الخاصة لشيخ المداحين المقدم ابراهيم التخي الجديرة بالتقدير والثناء.
هذا وتشارك 14 فرقة إنشادية من الجزائر ودول عربية وأجنبية في المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي في طبعته التاسعة، وتمثل تلك الفرق المشاركة عديد الدول من بينها فلسطين، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ليبيا، تونس، تركيا، ألبانيا، مصر، أوزباكستان واليمن، بالإضافة إلى فرق إنشادية من عدة ولايات ومن بينها الولاية المضيفة.
وتُنشط فقرات المهرجان الذي يدوم إلى غاية 15 أفريل الجاري، بين دار الثقافة “التخي عبد الله بن كريو” بعاصمة الولاية، وأنشطة جوارية بكل من بلديتي حاسي الرمل وآفلو، وبخصوص الندوات الفكرية التي ترافق العروض الفنية، فهي تتوزع على أربعة محاور، وستنظم على مستوى مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط بمشاركة أكثر من ثلاثين باحثا من مؤسسات بحثية وجامعية وطنية ودولية.