في ختام مشاركته في الاجتماع الوزاري لدول حركة عدم الانحياز، أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم، لقاءات ثنائية مع كبار المسؤولين في البلد المضيف، حيث تم استقباله من قبل رئيس جمهورية أذربيجان، السيد إلهام علييف، وكذا من قبل رئيسة البرلمان، السيدة صاحبة غافاروفا، وكانت له محادثات مطولة مع نظيره الأذري، جيهون بيراموف.
وخلال المقابلة الرئاسية، نقل الوزير أحمد عطاف إلى الرئيس إلهام علييف تحيات أخيه الرئيس عبد المجيد تبون وتهانيه على نجاح الرئاسة الأذرية لحركة عدم الانحياز التي كرست الأولويات التي وضعها الرئيسان في صلب اهتماماتهما على غرار الشباب والعنصر النسوي والبعد البرلماني للعمل متعدد الأطراف. كما جدد التعبير عن حرص الرئيس عبد المجيد تبون على مواصلة الجهود بغية تعزيز العلاقات الجزائرية-الأذرية على كافة الأصعدة.
ومن جانبه، ثمن الرئيس إلهام علييف عالياً التفاتة أخيه الرئيس عبد المجيد تبون بدعوته ضيف شرف خلال القمة العربية التي استضافتها الجزائر العام الماضي، وكذا الدعم الذي تلقاه من الجزائر طوال فترة رئاسته لحركة عدم الانحياز، معرباً عن تطلعه لتكثيف التواصل والتنسيق البيني بغية الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى أعلى المراتب المتاحة. ولهذا الغرض، وجه الرئيس إلهام علييف دعوة لأخيه الرئيس عبد المجيد تبون للقيام بزيارة دولة إلى أذربيجان في أقرب فرصة متاحة تتناسب والتزاماته وارتباطاته.
وقد سمحت المحادثات بالتأكيد على توافق قائدي البلدين حول أهمية تفعيل وتعزيز الدور المنوط بحركة عدم الانحياز في ظل الظروف العصيبة التي تجتازها العلاقات الدولية، مع تجديد الإرادة القوية والطموح الكبير الذي يحدوهما في استكشاف الآفاق الواعدة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات. في هذا الإطار، تم التنويه على وجه الخصوص بأهمية التعاون بين الجزائر وأذربيجان في مجال الطاقة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في إطار تجمع أوبك بلاس، وكذا بالفرص الواعدة للشراكة التي يوفرها اقتصادا البلدين في مجالات الفلاحة وصناعة الأدوية والتعاون التقني والاستثمار والتجارة.
من جانب آخر، وخلال الاستقبال الذي حظي به الوزير أحمد عطاف من قبل رئيسة البرلمان، السيدة صاحبة غافاروفا، شكل موضوع التعاون البرلماني بين البلدين المحور الرئيسي للمحادثات بين الطرفين اللذين أشادا بما تم تحقيقه في هذا المجال من خطوات إيجابية وبما قدمه برلمانا البلدين عبر تعاونهما من مساهمات نوعية وبناءة نحو التقريب بين البلدين والشعبين الشقيقين بما يخدم مصالحهما الجوهرية وأهدافهما المشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية.
وأخيراً، وخلال اجتماعهما، اتفق رئيسا دبلوماسية البلدين، السيدان أحمد عطاف وجيهون بيراموف، على العمل معاً وفق خطة عمل طموحة تهدف إلى انشاء الآليات المؤسساتية الضرورية، وفي مقدمتها اللجنة المشتركة للتعاون ومجلس الأعمال الجزائري-الأذري، واستكمال وضع القاعدة القانونية المستقبلية للعلاقات الاقتصادية-الأذرية والمتمثلة في سبعة نصوص قيد الدراسة، وكذا تحديد واعتماد أولويات الشراكة في المرحلة المقبلة بما يضمن مردودية النشاطات الاقتصادية المرتقبة وعودتها بالمنفعة الأكيدة على المنظومة التجارية والاستثمارية للبلدين الشقيقين. وفي ختام محادثاتهما، وجه الوزير أحمد عطاف دعوة لنظيره الأذري، السيد جيهون بيراموف، للقيام بزيارة رسمية إلى الجزائر لمواصلة متابعة وتقييم الأشواط المقطوعة على درب العلاقات الثنائية بين البلدين، وقد رحب هذا الأخير بالدعوة ووعد بتجسيدها في أقرب الآجال.