عقدت الأمانة الوطنية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) دورتها العادية الثامنة، يومي 08 و09 ديسمبر الجاري، برئاسة الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، إبراهيم غالي.
خلال الدورة، قيَّمت الأمانة الوطنية الفترة الممتدة منذ دورتها السابعة، بعد الاستماع إلى تقرير مكتبها الدائم وعروض تكميلية حول آخر تطورات القضية الوطنية والأوضاع الإقليمية والدولية.
تقييم المسار الوطني والتأكيد على الوحدة
سجَّلت الأمانة الوطنية بارتياح ما وصفته بـ “السير المنتظم للبرامج والاستحقاقات الوطنية”، ووجَّهت تحية إلى “جماهير شعبنا” لما أبدته من “انخراط واعٍ ومسؤول” خلال إحياء خمسينية الوحدة الوطنية، متجاوبة مع “العمل الميداني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي”.
وأشاد البيان الختامي بالتظاهرات الشعبية في “الأرض المحتلة وجنوب المغرب ومخيمات العزة والكرامة والجاليات”، معتبراً إياها تعبيراً عن “الرفض القاطع لأي حل أحادي الجانب” لا يضمن حق تقرير المصير، وتأكيداً على “التمسك بوحدة الصف والالتفاف حول الجبهة” كممثل شرعي وحيد.
موقف حازم من المسار السياسي والمفاوضات
تناولت الأمانة الوطنية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2797 (2025)، مشددة على ما رأته “تأكيداً واضحاً” من المجلس على أنه لا يمكن تسوية النزاع دون ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير، وهو ما اعتبرته “رداً على محاولات دولة الاحتلال المغربي” القفز على قرارات الشرعية الدولية.
وأعادت الأمانة الوطنية التأكيد على موقف جبهة البوليساريو الرافض لأن تكون “طرفاً في أي عملية سياسية أو مفاوضات تقوم على أي ‘مقترحات’… تهدف إلى ‘إضفاء الشرعية’ على الاحتلال العسكري المغربي”، مؤكدة تمسكها بالحق “غير القابل للتصرف” في تقرير المصير والاستقلال.
إدانة الاتفاق الأوروبي-المغربي وتحذيرات أمنية
أدانت الأمانة الوطنية “بأشد العبارات” الاتفاق الموقع بين مفوضية الاتحاد الأوروبي والمغرب، واصفة إياه بأنه “يتحايل بشكل مخجل” على أحكام القضاء الأوروبي، في إشارة إلى قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في أكتوبر 2024.
وحذَّرت من “خطورة سياسات التوسع والعدوان” التي تنتهجها، وفق وصفها، “دولة الاحتلال المغربي”، ومما وصفته بـ “دعم وتشجيع” الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية عبر “الضخ المكثف للمخدرات” لتمرير “أجندات التدخلات الأجنبية”.
توجيه الشكر والتحذير للشركاء الدوليين
وجَّهت الأمانة الوطنية امتنانها الجزائر، معربة عن “كامل التقدير والعرفان” لموقفها التاريخي والمبدئي. كما أشادت بمستوى العلاقات مع “الشقيقة موريتانيا”.
وفي السياق الدولي، أشادت بنجاح “الندوة الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي” في باريس، وعبَّرت عن إعجابها بالموقف الذي عبر عنه البرلمان الإسباني، بينما ذكرت الحكومة الإسبانية بـ “مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية” تجاه تصفية الاستعمار.
التأكيد على الاستمرار في النضال
اختتم البيان بالتأكيد على أن الشعب الصحراوي سيكون “كما دائماً في مستوى التحدي” لإفشال “مؤامرات العدو”، ورفع مستوى الأداء على جميع الواجهات، وإنجاح الاستحقاقات الوطنية المقبلة، وعلى رأسها “خمسينية قيام الجمهورية الصحراوية”، من أجل “تقريب يوم النصر الحتمي” و”انتزاع الحقوق كاملة في الحرية والاستقلال”.









