يبدو أن نظام المخزن لم يهضم لحد الآن المكانة التي وصلت إليها الجزائر وديناميكية الدبلوماسية ليأتي لقاء الوزير أحمد عطاف بالرئيس السوري أحمد الشرع ويفضح هذا التوجس المغربي الساعى لتعكير علاقات الجزائر مع الدول الصديقة
لقاء من بضع دقائق جمع الوزير أحمد عطاف بالرئيس السوري أحمد الشرع كان كفيلا بإيقاظ خلايا لم تنم أصلا وكانت تترصد لتحركات الخارجية الجزائرية ككل مرة تخرج هذه الخلايا الواقعة في الجهة الغربية للبلاد لترويج أطروحات من نسيج خيالها أخرها التوهم بوجود جنود من الجيش الجزائري ومن جبهة البوليساريو قاتلوا إلى جانب نظام بشار الأسد المخلوع في سوريا أطروحة لا يمكن لعاقل أن يصدقها خاصة عقب شكر الإدارة السورية الجديدة في الثاني عشر ديسمبر الماضي الجزائر على استمرار عمل بعثاتهما الدبلوماسية في دمشق وهو دليل على أن العلاقات الجزائرية السورية التاريخية لم ولن تزعزعها الترويجات الكاذبة والمعلوم مصدرها.
لقاء الوزير أحمد عطاف بالرئيس السوري أحمد الشرع والتناغم الودي الذي رسمته مراسم الاستقبال جعلت الحدث استثنائيا ليجن جنون الخلايا غير النائمة بعد تأكيد الجزائر تضامنها ووقوفها إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها ليكون بعدها رد الجهة التي تتوجس من أي تحرك دبلوماسي جزائري بالترويج لخبر مفاده أن الوزير عطاف تقدم بطلب الإفراج عن جنود جزائريين لكن الرئيس الشرع رفض حسب الأطروحة المخزنية التي لم تنشر على أي وسيلة إعلامية رسمية.
على قدر الصراخ يكون الألم مثل عربي ردت به وكالة الأنباء الجزائرية على الأوهام المغربية وهو بالفعل ينطبق اليوم على نظام المخزن ودبلوماسيته البالية التي فشلت لحد الآن في ترتيب لقاء مماثل للذي قامت به الجزائر مع الشرع بل وفشلت أيضا في وضع مكان لها في بوصلة الأحداث السياسية في المنطقة والعالم.