أكد ابراهيم مراد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لدى مشاركته في إجتماع وزراء الداخلية لدول السبع أن الهجرة ساهمت في ترقية الانسانية في مختلف المجالات، وسمحت دوما بخلق فضاءات للتبادل والتنوع الثقافي والاجتماعي وشكّلت رافدا أساسيا للتطور الاقتصادي للمجتمعات.
وإعتبر مراد أن الهجرة أصبحت مرتبطة اليوم بتدفقات من المهاجرين غير النظاميين، نتيجة حالة اللااستقرار بدول المصدر، و تدهور الأوضاع الأمنية بها، و التي تضاف إلى ضعف بنيتها التنموية.
وشدد مراد أن الجزائر تواجه تحديّات كبيرة في مجال الهجرة منذ سنوات عديدة، تطورت مؤخراً بشكل متسارع ومعقدّ،
هناك عدد من الأخطار اللصيقة بالظاهرة التي تواجهها الجزائر، و يتعلق الأمر بالترابط الوثيق بين الظاهرة و أشكال الإرهاب، و الإجرام العابر للحدود، و النشاطات العدائية و المجرمة قانونا،
وعيا منها بحجم هذه الرهانات و المخاطر، عملت الجزائر وفق نظرة منهجية موضوعية، واعتمدت على خطط عمل تشمل الأبعاد القانونية والإنسانية والعملياتية والتنموية، سمحت هذه المقاربة – على سبيل المثال- منذ بداية سنة 2024 من إرجاع ما يعادل 80 الف مهاجر غير نظامي، كما مكّنت من تفكيك عدد هائل من الشبكات الإجرامية الخطيرة متعددة الجنسيات و هي الجهود التي استدعت تسخير إمكانيات مادية و بشرية معتبرة.
فيما أشاد مراد بوتيرة التعاون والتنسيق مع المنظمات الأممية الناشطة في المجال، على غرار المنظمة الدولية للهجرة، والتي سمحت بتحقيق نتائج إيجابية من خلال تسهيل عودة أكثر من 6.000 مهاجر غير نظامي إلى بلدانهم الأصلية منذ بداية السنة الجارية.
وإعتبر أن معالجة هذه الظاهرة ذات الآثار متعددة الأبعاد، لا يمكن تصوّرها ضمن تدابير ظرفية، وإنما يتطلب ذلك رؤية شاملة ومندمجة ومنسقة وتضامنية، تُعنى أساسا بمعالجة الأسباب الجذرية للظاهرة، وذلك عبر توفير عوامل الأمن والاستقرار ودعم التنمية بدول المصدر.
من هذا المنظور الذي ننادي به، والقائم على العلاقة بين الأمن والتنمية، تواصل الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مساعيها الرامية إلى مرافقة الجهود التنموية في الدول الإفريقية.
مناقشة المسائل المتعلقة بالهجرة لابد أن تُولي كذلك العناية لظروف جاليتنا
و إذ نثمن الحوار المتواصل مع مختلف شركائنا بهذا الخصوص، فإننا نعتبر أن مناقشة المسائل المتعلقة بالهجرة لابد أن تُولي كذلك العناية لظروف جاليتنا المقيمة بالخارج.
نهيب بشركائنا تعزيز جهود مكافحة مظاهر التطرف و التمييز، و الإسلاموفوبيا و خطاب الكراهية تجاه جاليتنا، بما يضفي على محيطنا الجهوي و العالمي السكينة المنشودة في ظل إندماج أمثل و تعايش إيجابي.
وجدد إهتمام الجزائر بالمشاركة والتنسيق بخصوص معالجة ظاهرة الهجرة وفق تصور شامل يرقى إلى تطلعاتنا المشتركة في مواجهة هذه التحديات.