استلمت الخطوط الجوية الجزائرية، مساء الخميس بمطار هواري بومدين الدولي، أول طائرة من طراز “إيرباص A330neo” ضمن برنامجها الطموح لتجديد وتوسيع أسطولها. جاءت المراسم التي أشرف عليها وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، سعيد سعيود، لتعلن بداية مرحلة جديدة للناقل الوطني، تعزز من قدرته التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.
انطلاقة فعلية برؤية رئاسية
وأكد الوزير سعيود في كلمة بالمناسبة أن استلام الطائرة، التي سُميت “نوفمبر 54” تيمناً بذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، يمثل “انطلاقة فعلية نحو تحقيق رؤية شاملة لتطوير النقل الجوي الوطني وتعزيز مكانة الجزائر في الساحة الدولية”، منفذاً بذلك لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
وأوضح أن هذا البرنامج سيمكن الشركة من “توسيع شبكة رحلاتها نحو البلدان الإفريقية والعواصم العربية وكبرى مدن العالم، واستعادة مكانتها التنافسية”، مشيراً إلى أن البرنامج يستجيب للطلب المتزايد ويوفر للمسافرين خدمات “أكثر جودة وراحة”.
مشروع ضخم لمطار الجزائر الدولي
وكشف الوزير عن مشروع طموح موازٍ، وهو عصرنة مطار الجزائر الدولي، معلناً أن “الدولة خصصت له ميزانية ضخمة” ليتحول إلى “مطار ذكي بمواصفات عالمية يواكب التحول الرقمي في خدمات النقل الجوي”، على أن ينطلق المشروع في أقرب الآجال.
رؤية استراتيجية: مطار الجزائر “فضاء عبور” بين ثلاث قارات
من جانبه، أكد الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، السيد حمزة بن حمودة، أن هذا الاستلام يمثل “بداية مرحلة جديدة في مسار تطوير الأسطول الوطني، وانطلاقة نوعية في الرؤية التشغيلية”. وربط بن حمودة الحدث برمزيته التاريخية، قائلاً إنه يأتي “في شهر نوفمبر المجيد، شهر الملاحم وروح الفداء والعزة، حيث تتجلى عظمة الإرادة وسمو الانتفاء الوطني”، ولم يخفِ بن حمودة الطموح الأكبر، وهو تحويل “مطار الجزائر إلى نقطة التقاء وحركة، وفضاء عبور متقدم يربط بين إفريقيا وأوروبا وآسيا، وفق رؤية واضحة ومسار مدروس”.
تفاصيل الأسطول والطائرة الجديدة
وكشف بن حمودة عن أن الأسطول الحالي يضم 55 طائرة، بالإضافة إلى 15 طائرة تابعة للخطوط الداخلية، معززاً في المرحلة الجارية بـ 16 طائرة جديدة تستلم تدريجياً، بينها طائرتان إضافيتان من نفس الطراز A330-900.
أما الطائرة المستلمة، وهي من طراز “إيرباص A330 نيو” ذات الـ 308 مقاعد، فتتميز بمحركات “رولز رويس” Trent 7000 الأكثر توفيراً للوقود، حيث تقلل الاستهلاك والانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بالأجيال السابقة. وتضم المقصورة ثلاث درجات: 18 مقعداً في درجة الأعمال، و24 في الاقتصادية الممتازة، و266 في الدرجة الاقتصادية، وهي مجهزة بأحدث أنظمة الترفيه وخدمة “الواي فاي”.
اعتراف دولي وشراكات استراتيجية
بدوره، أشاد هادي عكوم، نائب رئيس المبيعات لإفريقيا والمشرق في “إيرباص”، بالرؤية الطموحة للخطوط الجوية الجزائرية، معتبراً أنها “تستعد لتكون رائدة في استخدام طراز A330neo في إفريقيا”. وأشاد عكوم بالبنى التحتية للشركة، وخاصة مركز الصيانة والتكوين، واصفاً إياها بـ “المرجع في التدريب والصيانة”،كما أثنى جورج أبو النصر، المدير التنفيذي للأعمال في “رولز رويس” لمنطقة إفريقيا، على هذه “المرحلة المهمة” في مسار الشركة الجزائرية، مؤكداً التزامها بالريادة في عالم الطيران.
برنامج طموح يمتد حتى 2035
يذكر أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية أطلقت عام 2023 برنامجاً شاملاً يتضمن اقتناء 8 طائرات من طراز “بوينغ 737 MAX-9” ورفع طلبية طائرات “إيرباص A330-900” إلى 10 طائرات. كما يتضمن البرنامج طلبية لـ 16 طائرة من طراز “ATR 72-600” في 2025 لتعزيز الشبكة الداخلية، ومن المقرر أن تنطلق الرحلة التجارية الأولى للطائرة الجديدة “نوفمبر 54” يوم السبت المقبل متجهة إلى مدينة مونتريال الكندية، في إشارة واضحة لاستعادة الجزائر لحصتها في السوق الدولية، وبداية عملية لتحقيق رؤيتها التي تمتد حتى عام 2035.








