أشرف وزير الصحة الاستاذ عبد الحق سايحي، اليوم ، على فعاليات إحياء اليوم العالمي لمكافحة السل، تحت شعار “نعم! يمكننا وضع حد لمرض السل” مع شعار وطني “رعاية أفضل للجميع لوضع حد للسل” وهذا على مستوى مدرج الوزارة، بحضور ممثل منظمة العالمية للصحة في الجزائر، خبراء أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة السل، إطارات من الإدارة المركزية.
في مستهل كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أبدى السيد الوزير سروره بافتتاح مراسيم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السل مع الحضور الكريم.
ذكّر الوزير أنه ككل سنة، يمنح اليوم العالمي لمكافحة السل فرصة لزيادة الوعي و فهم المشاكل المرتبطة بهذا الداء و تعبئة مهنيي الصحة و توعية السكان حول العواقب المدمّرة لمرض السل على الصحة و المجتمع و الاقتصاد، كما يعتبر فرصة لتسليط الضوء على الجهود العالمية المبذولة في إطار أهداف التنمية المستدامة، التي تهدف إلى وضع حدّ لوباء السل بحلول عام 2030، و يعتبر الكثيرون مرض السل من أمراض الماضي، لكن الواقع مختلف تماما، لأن مرض السل يظل أخطر مرض معدي في العالم.
و أضاف وزير الصحة أن الجهود العالمية لمكافحة السل سمحت بإنقاذ 75 مليون شخص منذ عام 2000، لكن انخفاض وفيات السل كان أقل من هدف 75 % المحدد بحلول عام 2025 ضمن استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل.
يعاني قرابة ربع سكان العالم من السل الكامن، أي أن هؤلاء الأشخاص قد أصيبوا بعصية السل لكنهم لم يمرضوا بعد ولا يمكنهم نقل المرض، و لكنهم معرضون لخطر الإصابة بالمرض في حال ضعف جهاز المناعة لديهم.
في الجزائر، كشف الأستاذ عبد الحق سايحي أنه خلال العقد الماضي شهدت بلادنا انخفاضا ثابتا في حالات الإصابة بمرض السل الرئوي المعدي و استمرار ارتفاع مستوى حالات السل غير الرئوي المبلغ عنها، التي غالبا ما تفترض أكثر مما تثبت، و تعتبر نتائج البرنامج الوطني، الذي يعطي الأولوية لكشف و علاج الحالات المعدية، مرضية، إذ بلغ معدل الإصابة 9.4 حالة لكل100 000 نسمة سنة 2023، وهو رقم لم يتم الوصول إليه منذ الاستقلال.
كما أكد السيد الوزير أن السير نحو هدف القضاء على مرض السل في الجزائر التزاما ثابتا من طرف الدولة و إحدى الأولويات الرئيسية لوزارة الصحة، و يمثل الاحتفال بهذا اليوم للسنة الثانية على التوالي تحت شعار ” نعم! يمكننا وضع حد لمرض السل” و الشعار الوطني” رعاية أفضل للجميع لوضع حد للسل ” التزامنا بمواصلة مكافحة هذا المرض، و بهدف القضاء على مرض السل كمشكلة للصحة العمومية بحلول عام 2035، تم تقييم المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السل-2020 2024، كما يتم حاليا وضع مخطط جديد لتحقيق الأهداف الإستراتيجية التالية:
1) تعزيز القدرات التقنية والإدارية للبرنامج الوطني لمكافحة السل على جميع المستويات؛
2) تعزيز نظام المراقبة؛
3) تحسين تشخيص مرض السل؛
4) تحسين التكفل بمرض السل؛
5) تعزيز البحث العملياتي؛
6)تعزيز الإجراءات الوقائية.
و أشار وزير الصحة إلى أن التوجيهات الوطنية لعلاج السل التي وضعها الخبراء، الذين أشكرهم من هذا المنبر، قد تم توزيعها على كافة موظفي الصحة في مجال مكافحة السل، و أن هذا اليوم فرصة لنا لتوطيد المكاسب و زيادة الوعي حول الوقاية من المرض. و يتم الاحتفال به على مستوى جميع الولايات من خلال حملة إعلام و تربية و اتصال حول الوقاية من السل و التكفل به من خلال تنظيم:
فعاليات إعلامية و تربوية: منتديات للنقاش و أبواب مفتوحة و دروس مبسطة موجهة للتلاميذ؛
فعاليات بالتعاون مع وسائل الإعلام: مؤتمرات صحفية و حصص إذاعية مع الإذاعات المحلية.
و في الأخير توجه الاستاذ عبد الحق سايحي بخالص الشكرإلى أعضاء اللجنة و مهنيي الصحة الذين لا يدّخرون أي مجهود في الميدان من أجل القضاء على وباء السل بحلول عام 2030، و تمنى النجاح أشغال هذا اليوم و الخروج بتوصيات تعزز من الاستراتيجية الوطنية المنتهجة للقضاء على داء السل.