كشف وزير التكوين و التعليم المهنيين ياسين مرابي يوم الخميس بوهران عن قرب انتهاء رقمنة القطاع على جميع المستويات تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
و ذكر مرابي في كلمة له عقب زيارته لمؤسسات قطاعه بالولاية أن “تحدي الرقمنة يعد من أولى اهتمامات القطاع فبدأ بعملية التسجيلات للالتحاق بالمؤسسة التكوينية عبر منصة مهنتي وتشرف العملية على إنتهائها”.
و تأتي العملية في اتجاهين أولهما رقمنة الامكانيات المادية و البشرية للقطاع عبر منصة رقمية جديدة تحت اسم ” تسيير” تختص بالتسيير الاداري و المالي و البيداغوجي للمؤسسات التكوينية عبر الوطن حيث تعمل على تسهيل التعامل والربط بين المرافق التكوينية والادارة المركزية من حيث تسيير الممتلكات و التأطير و التجهيزات و غيرها.
و يتعلق الاتجاه الثاني – يضيف الوزير- برقمنة المهن من خلال التكوين على التحكم في رقمنة الإنجازات عبر تطبيق “مهاراتي” الذي سيسهل على المواطن في كل مناطق الوطن البحث عن المهنيين في جميع التخصصات و بمواصفات عالية.
و في حديثه عن تعزيز القطاع الصناعي بكفاءة و يد عاملة مؤهلة من خريجي التكوين المهني شدد الوزير على أهمية هذا الجانب، مشيرا الى إلتماسه لإرادة قوية من قبل مسؤولي الولاية لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا التكوين باعتباره حلقة اساسية في الاقلاع الاقتصادي.
و أضاف الوزير “أسدينا تعليمات لمسؤولي قطاع التكوين و التعليم المهنيين بضرورة الاعتماد على تخصصات تتماشى والنسيج الاقتصادي والصناعي المتنوع الذي تزخر به ولاية وهران”، داعيا في هذا الصدد الى برمجة تخصص تحلية مياه البحر في الدخول التكويني لسبتمبر المقبل تجسيدا لأهداف التنمية المستدامة و تحقيقا للأمن المائي.
كما أكد على ضرورة “تفعيل التخصصات التكوينية لما يتماشى و احتياجات هذه المنطقة فيما يتعلق بالانتاج الصيدلاني بالنظر الى أن وهران تتوفر على ثلاث وحدات للانتاج الصيدلاني تحتاج دون شك الى يد عاملة مؤهلة”.
و وقف وزير التكوين والتعليم المهنيين خلال هذه الزيارة على وضعية عدة مؤسسات تابعة للقطاع على غرار مركز التكوين المهني و التمهين “الشهيد العربي كريم” بالصديقية والمركز التكويني “الشهيد شيباني” بمسرغين و المعهد الوطني المتخصص “سعد محمد” بالسانيا.
كما تنقل الى مؤسسات صناعية على غرار مؤسسة سورفيرت لانتاج للأسمدة ببطيوة حيث اطلع على ظروف تكوين المتمهنين فيها وشركة صوفال للصناعات الصيدلانية بحاسي بن عقبة أين تم ابرام اتفاقية لتكوين 35 متمهنا من قطاع التكوين المهني في هذه المؤسسة.
و خلال إشرافه على افتتاح يوم دراسي من تنظيم الديوان الوطني لتطوير التكوين المتواصل وترقيته تحت عنوان “التكوين المهني محرك التنمية الاقتصادية” بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني الشهيد خداري حسني”، أبرز الوزير أن الدور المحوري للقطاع يتجلى كأحد العناصر المحركة لعجلة التنمية الاقتصادية بالوطن من خلال تعدد الشعب والتخصصات المتوفرة والواردة في مدونة طبعة سنة 2019، والتي تضم أكثر من 495 تخصصا وهي قابلة للتحيين والتطوير كلما دعت الحاجة إلى ذلك، بالتعاون مع شركاء القطاع وبإشراف شبكة الهندسة البيداغوجية التابعة للقطاع.
كما يتجلى أيضا من خلال اعتماد آلية الشراكة مع المتعاملين الاقتصاديين و إبرام الاتفاقيات التي تُحدد أطر التعاون والشراكة بين مؤسسات القطاع وهؤلاء المتعاملين الاقتصاديين ومن أبرزها تنصيب المتمهنين لدى المؤسسات، مع إمكانية توظيفهم بعد انتهاء فترة تكوينهم.
و تعتبر بعض التخصصات التي تدرس في القطاع ذات أولوية في برنامج الحكومة مما يظهر الأهمية التي يلعبها القطاع في الحركة التنموية لاقتصاد البلاد وفق السيد مرابي ، مشيرا الى أن التخصصات الصناعية تمثل ما يقارب 17 بالمائة من مجمل التخصصات و الرقمنة 13 بالمائة و البناء و الأشغال العمومية 10 بالمائة.
و حث في هذا الشأن على دراسة سبل تدعيم الشراكات من خلال تكثيف التعاون وإبرام المزيد من الاتفاقيات، التي ستساهم في توفير يد عاملة مؤهلة، تتميز بالجودة والإتقان وتُسرع من ديناميكية التأسيس لنسيج المؤسسات المصغرة التي تعتبر من الأهداف الرئيسة لمخطط عمل الحكومة الذي جاء تنفيذاً لبرنامج رئيس الجمهورية والذي طالب من خلاله “بالعمل على ظهور جيل جديد من رجال الأعمال و على ضرورة التفكير في تنظيم جديد وعميق من شأنه النهوض بالاقتصاد الوطني، تكون فيه الدولة مرافقة لأصحاب الأفكار والمبادرات، بعيدا عن الريع و الربح السريع”.
و تم على هامش هذا اليوم الدراسي امضاء ثلاث اتفاقيات تعاون بين الديوان الوطني لتطوير التكوين المتواصل و ترقيته و بورصة المناولة للغرب و مديرية التكوين المهني للولاية و مؤسسة ابن سينا للتحول الرقمي.