أكد عبد الكريم بن مبارك الامين العام للافلان لدى إفتتاح أشغال الدورة الثانية للجّنة المركزية، أن الحزب التاريخي متجذر في أعماق الشعب، و يحتل صدارة المشهد السياسي في بلادنا بإرادة الشعب الجزائري.
وإعتبر بن مبارك أن لهذه الدورة خصوصية مميزة كونها تأتي بعد مؤتمر ناجح، كما أنها ستحدد معالم المرحلة المقبلة، بما يضمن أن يكون نشاط حزبيا واسعا وفعالا ومتعدد الجبهات، مطالبا المنتمين للافلان بالحرص كل الحرص على وحدة الحزب والحفاظ على انسجامه ووضع مصلحته فوق الاعتبارات الشخصية.
وذكر بن مبارك بأن الأطر الشرعية للحزب مفتوحة للحوار والنقاش وإبداء الرأي وصراع الأفكار، بما يعني أنه لا مجال للتصريحات الفردية وتبادل الاتهامات وعقد الاجتماعات في المقاهي وقاعات الحفلات ولا مجال للقفز على المبادئ والقانون الأساسي وخيانة الأمانة، والزج بالحزب في متاهات الفوضى والصراع الداخلي. محذرا في ذات الصدد من أنه لا مجال للولاءات المشبوهة، والجهويات المقيتة، وسلوكات التسلط، والتكتلات المريبة.. فنحن حزب واحد، نحتكم جميعا للقانون ولا شيء آخر غير القانون، داعيا الى تجاوز الأنانيات والمهاترات وكل السلوكيات المنافية لأخلاقيات النضال، والتي ترمي إلى عرقلة مسار حزبنا وإضعاف أدائه وتشويه صورته والإضرار بسمعته.
التأسيس لتقليد سنوي يخاطب فيه الرئيس الأمة مبادرة حميدة، تكرس إرادة الدولة في بناء الثقة بين الشعب ومؤسساته
وعبر الرجل الاول في الافلان عن الارتياح وعظيم العرفان لما أقدم عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من التأسيس لتقليد سنوي يخاطب فيه الأمة عبر ممثليها في غرفتي البرلمان، معتبرا هذا القرار مبادرة حميدة، تكرس إرادة الدولة في بناء الثقة بين الشعب ومؤسساته.
ومشدد في كلمته أن” واجب العرفان يقتضي من حزبنا التنويه والإشادة، ليس فقط بما حققته الجزائر من إنجازات ومكاسب في ظرف وجيز، بل كذلك إبداء تقديرنا وعرفاننا للجهود المخلصة والمثمرة، التي يقدمها السيد رئيس الجمهورية، من أجل الجزائر وشعبها، وهذا ما يتجلى في مساره العامر بالعطاء في سبيل تعزيز سيادة الجزائر وتنميتها وأمنها واستقرارها وازدهارها وإعلاء مكانتها في محافل الأمم”
ونوه بن مبارك بحصيلة الأربع سنوات مؤكدا أن الجزائر منذ انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية، تشهد تحولا كبيرا وتطورا لافتا على مستويات وأصعدة عدة، حيث باشر ومنذ ذلك الحين، تنفيذ الالتزامات التي وعد بها الشعب الجزائري في برنامجه الانتخابي، وهذه الالتزامات هي اليوم إنجازات ملموسة، ومن أراد أن يحاسب فله ذلك، وله أن يقارن بين وثيقة الالتزامات، وهي مكتوبة، وحصيلة الإنجازات، وهي قائمة ومَاثلةُ للعيان.
الافلان يساند مسار بناء جزائر جديدة بالقول وبالفعل
وجدد رئيس حزب الافلان ان تشكيلته السياسية تساند مسار بناء جزائر جديدة بالقول وبالفعل، مؤكدا أنها شريك فعلي في هذه المعركة، من أجل الجزائر وطنا وشعبا، كما أن الحزب يقف في صف الدولة ضد كل المؤامرات، التي تهدف إلى المساس بسيادتها ومؤسساتها ورموزها ووحدتها الوطنية وهويتها الوطنية الجامعة.
واكد بن مبارك على أهمية محتوى الخطاب الهّام، الذي ألقاه رئيس الجمهورية أمام أعضاء غرفتي البرلمان وإطارات الأمة، مشددا على مواصلة دعم الجهود الرامية الى تعزيز المكتسبات المحققة في السنوات الأخيرة والاستمرار على نفس النهج نحو تحقيق مزيد من الإنجازات، تمكن الشعب الجزائري من أسباب الرفاه وتعزز مكانة الجزائر الرائدة في محيطها وبين سائر دول العالم.”
جاهزون لمبادرة وطنية
وشدد بن مبارك أن التحديات التي يتعين على بلادنا رفعها في ظل راهن إقليمي ودولي مُنْقَلبْ ومتأزم، تستدعي أكثر من أي وقت مضى تمتين اللحمة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية، وإننا جاهزون لمبادرة وطنية في هذا الاتجاه مع كل الشركاء، فالجزائر تواجه تحديات إقليمية ورهانات دولية معقدة، على غرار تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى التهديدات التي تواجهها المنطقة جراء محاولات التغلغل الصهيوني.
وذهب الرجل الاول في الافلان للقول بأن هذه الأوضاع تستدعي تظافر جهود كل الأطياف من كل المشارب، لتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة هذه التحديات، وكذا التصدي لمهندسي الفتنة ولكل من يريد عرقلة مسيرة بلادنا والعودة بها إلى مربع الأزمة، وإني أدعو من هذا المنبر إلى ضرورة اليقظة والتجند لمواجهة ما تتعرض له الجزائر من مؤامرات واستهداف، وسنكون في الميدان، داعمين ومؤازرين ومنخرطين عمليا وجماعيا في معركة حاسمة، تتعلق بحاضر ومستقبل الوطن لمواصلة مسيرة الإنجازات.
وإني أتساءل: ألا يستدعي كل هذا النجاح، الذي حققته بلادنا داخليا وخارجيا، الدعم والتثمين والتحصين؟.
ألا تستحق منا الجزائر، التي تقف اليوم شامخة، برئيسها وشعبها وجيشها العتيد وقراراتها السيدة ودبلوماسيتها المتفوقة ومواقفها المبدئية الراسخة، أن نكون في صفها، من خلال دعم عملي وميداني؟.
وإني من هذا المقام، أدعو كل القوى الحية الداعمة لمشروع الجزائر الجديدة إلى حشد قواها، ورفع صوتها عاليا، والوقوف سدا منيعا لإحباط كل الدسائس والمناورات الدنيئة، التي يضْمَرُهَا المتربصون وأذنابهم بالجزائر وخارجها.
إن هذه المواجهة تتطلب، ليس فقط إبراز صورة الجزائر اليوم، التي تبدو جلية من خلال الإنجازات، بل تتطلب كذلك خوض معركة شاملة، سياسية وإعلامية، تجنيدا لكل القوى الوطنية وإعلاء لمجد الجزائر، المحمية بشعبها الأبي وجيشها السليل.
ونوه بن مبارك في كلمته بالجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني ولكل اسلاك الأمن المختلفة معتبرا أن أبناء هذا الجيش الجمهوري، يشهد لهم التاريخ بصلابتهم وقوتهم في الدفاع عن وطنهم ووقوفهم إلى جانب الشعب، إنهم أبناء مؤسسة عريقة، ذات تاريخ مشرف، زاخر بصفات المجد والنصر، منددا بكل المناورات، التي تستهدف مؤسسة الجيش وتريد المساس بجوهر وعمق العلاقة الوطيدة والوثيقة، التي تربط الشعب بجيشه.
وذكر رئيس الافلان بمواقف الحزب على الصعيد الدولي، مشيرا الى ان استهداف الجزائر مرده حرصها الشديد على سيادة قرارها السياسي ومواقفها الداعمة للقضايا العادلة ، كون هذه المواقف، التي تعكس ليس فقط تطلعات الشعب الجزائري، بل كل الشعوب التواقة إلى الحرية والعدالة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة، وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وتمكين شعبها من تقرير مصيره، وفي ذات الشأن حيا المواقف المشرفة، التي مافتئ رئيس الجمهورية يعبر عنها باسم الجزائر، دفاعا عن حق الشعوب المستعمرة في افتكاك استقلالها وتقرير مصيرها، فلا تفريط في قضايا التحرر ولا تطبيع مع الكيان الصهيوني ولا مباركة للتطبيع.
فلسطين، هي قضية وطنية، وستبقى بوصلة الجزائر شعبا ورئيسا وجيشا وأحزابا وقوى فاعلة في المجتمع،
واعتبر بن مبارك أن فلسطين، هي قضية وطنية، وستبقى بوصلة الجزائر شعبا ورئيسا وجيشا وأحزابا وقوى فاعلة في المجتمع، مهما بلغت التحديات، ولن تحيد عن قضية الشعب الفلسطيني العادلة، ولن تتخلى أبدا عن استعادة شعب فلسطين حقه الوجودي والتاريخي والقانوني في بناء دولته الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، رغم الحرب الشاملة والمدمرة، التي تشنها قوات الاحتلال على غزة الصمود والتحدي، وإننا ندعو المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية والمؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية بمتابعة قادة الكيان الصهيوني وجيش الاحتلال لما يقومون به من جرائم حرب موصوفة وفق القانون الدولي.
الافلان يدعم نضال الشعب الصحراوي بقيادة ممثله الشرعي جبهة البوليساريو
وبخصوص الصحراء الغربية، جدد الافلان دعمه الثابت لنضال الشعب الصحراوي بقيادة ممثله الشرعي جبهة البوليساريو، وتمكينه، باعتباره صاحب السيادة الوحيد، من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف ولا المساومة، في تقرير المصير والاستقلال.
محذرا من عواقب وتبعات السياسة العدوانية التوسعية لدولة الاحتلال المغربي، وما تزرعه من ألغام التوتر واللااستقرار في المنطقة، كما ندعو كل الهيئات المعنية إلى الإسراع في إنهاء الاحتلال العسكري المغربي، في آخر مستعمرة في إفريقيا.