أكد رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي ، أن الشعب الصحراوي عازم و مصرٌ على افتكاك النصر الحتمي مهما اقتضى الأمر من زمن ومهما تطلب من تضحيات، و هي رسالة وفاء واستمرارية، يجسدها بجلاء شعار الجامعة الصيفية؛ نصف قرن من الصمود، إصرار على فرض الوجود، في سنة تخليد الشعب الصحراوي للذكرى الخمسين لتأسيس تنظيمه الطلائعي.
و أضاف رئيس الجمهورية خلال كلمته ضمن فعاليات اختتام الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية أن إختيار الجامعة لإسم الشهيد عبد الله لحبيب البلال، لا بد أن يتوج بوقفة ترحم وإجلال على روح هذا المناضل المقاتل الذي نذر روحه فداء لقضية شعبه العادلة، فظل متمسكاً بعهد الوفاء وما بدل تبديلاً، ومن خلاله كل شهداء القضية الوطنية، وفي مقدمتهم مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
كما أن الجامعة مناسبة أيضاً للتترحم بإجلال وتقدير على شهداء الجزائر البررة، الذين ضحوا من أجل الجزائر الحرة الكريمة، حيث كانت تضحياتهم وبطولاتهم لها الوقع الكاسح في كل أرجاء العالم، لأن الثورة الجزائرية ملهمة الثورات ورائدة الشعوب المكافحة التواقة إلى الحرية والاستقلال، وهو ما كرس حقيقة أن الجزائر هي مكة للثوار وقِـبلة للأحرار.
و أشار رئيس الجمهورية إلى أن الطبعة الحادية عشر من الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية تنعقد في ظل ظروف وتطورات عديدة تشهدها القضية الوطنية الصحراوية، ولكن أيضاً المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن الشعب الصحراوي وجد نفسه مرة أخرى مضطراً إلى استئناف الكفاح المسلح، كوسيلة مشروعة، يكفلها ميثاق الأمم المتحدة للشعوب المستعمرة، بعد أن أقدمت دولة الاحتلال المغربي على الانتهاك السافر لاتفاق وقف إطلاق النار منذ 13 نوفمبر 2020.
و عرج رئيس الجمهورية على أن استئناف الكفاح المسلح، جاء كقرار شعبي صحراوي، زكاه المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، و هو ردٌ طبيعي على إمعان دولة الاحتلال المغربي في تعنتها وممارساتها الوحشية في حق المدنيين الصحراويين العزل، ونهبها الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية، في ظل صمت مريب وتغاضيٍ مخجل، بل وتآمر مخزيٍ من بعض الأطراف على مستوى مجلس الأمن الدولي.
وبالمناسبة، _ يضيف رئيس الجمهورية _ تجدد جبهة البوليساريو شديد الإدانة لما تتعرض له جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب من ممارسات القمع والتنكيل والتضييق والحصار الخانق، ونطالب الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ورفع هذا الحصار الجائر وإطلاق سراح أبطال ملحمة اقديم إيزيك وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية.
كما تطالب جبهة البوليساريو بأن تتحمل الأمم المتحدة كامل مسؤليتها في الإسراع بتنفيذ التزامها بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، كما هو منصوص عليه في ميثاقها وقراراتها، وتمكين بعثة المينورسو من أداء مهمتها، حتى يتمتع الشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، وفق خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، الاتفاق الوحيد الذي حظي بتوقيع طرفي النزاع ومصادقة مجلس الأمن الدولي.
و تطرق رئيس الجمهورية إلى ضرورة تحمل الاتحاد الإفريقي مسؤوليتها في وضع حد للانتهاك الصارخ من طرف المملكة المغربية لقانونه التأسيسي، وبالتالي إنهاء احتلالها العسكري اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في المنظمة القارية، القضاء على آخر مظهر من مظاهر الاستعمار في القارة الإفريقية.
و تؤكد جبهة البوليساريو أيضاً على أن الاتحاد الأوروبي ملزم بالامتثال لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية، والاحترام الكامل لقرارات محكمة العدل الأوروبية التي أكدت بطلان أي اتفاق أوروبي مع المملكة المغربية يشمل الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، براً وجواً ومياهاً إقليمية، باعتبارهما بلدين منفصلين ومتمايزين.
وتحذر جبهة البوليساريو من مغبة اللجوء المخزي إلى التحايل على تلك المرجعيات القانونية الواضحة، والخضوع لسياسات الابتزاز ولوبيات الفساد وشراء الذمم التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي. من غير المعقول أن تخضع المؤسسات الأوروبية لمثل هذه الممارسات وتنجر إلى المشاركة في عملية قرصنة مكشوفة وسرقة مفضوحة لثروات شعب أعزل، ضحية احتلال عسكري مغربي لا شرعي.
و أشاد رئيس الجمهورية بالمواقف التضامنية الراسخة مع كفاح شعبنا في العالم وفي أوروبا وبشكل خاص في إسبانيا، نجدد إدانتنا للموقف الخياني، الداعم للسياسات العدوانية التوسعية المغربية، والذي اتخذه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشث. كما أننا، بهذه المناسبة، ندعو الحكومة الإسبانية القادمة إلى مراجعة ذلك الموقف، بما ينسجم مع الشرعية الدولية ومع مسؤولية الدولة الإسبانية، القوة الاستعمارية المديرة في الصحراء الغربية، والتي لا تسقط بالتقادم، قانونياً، سياسياً وأخلاقياً، تجاه تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال