لقد حقق الرئيس تبون في منتصف عهدته الرئاسية 80 بالمائة من الإلتزامات التي تعهد بها لبناء جزائر جديدة خلال ترشحه للرئاسيات في نهاية سنة 2019.
إنها إصلاحات لا ينكرها إلا جاحد، فرغم تزامن بداية عهدته التي انبثقت عن انتخابات شفافة لاول مرة في تاريخ الجزائر مع جائحة كورونا التي إمتدت إلى قرابة سنتين، إلا أن الرئيس نجح في إعادة البلاد إلى السكة:
-على رأس انجازات الرئيس ما قاام به على المستوى الإقليمي الدولي ما مكن الجزائر من العودة كدولة لها كلمتها ويحسب لها الف حساب من طرف الجميع، سواء افريقيا أو عربيا اوأمميا.
– الوقوف ضد ما أسماه الرئيس “الهرولة” إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني اول المواقف التي جلبت للجزائر احترام الشعوب العربية والاسلامية والمناصر للقضية الفلسطينية، بل ووضع الرئيس تبون لم شمل الفصائل الفلسطينية هدفا ضمن مسعى لم الشمل العربي في قمة عربية تحتضنها الجزائر التي حولت العديد من الأطراف إفشالها.
وقف الرئيس عبد المجيد تبون ندا في وجه القوى الأوروبية وعلى رأسها فرنسا بعد تصريحات ماكرون المسيئة للجزائر وتاريخها تفاجأ بعدها برد فعل لم يكن ينتظره هو ومحرضوه حتى زار الجزائر بعد تودد، ونفس الشيئ بالنسبة لاسبانيا التي لا تزال تتودد إلى الجزائر بعد ان قامت الأخيرة بالغاء معاهدة الصداقة وسحب السفير الجزائري في مدريد ردا على موقف حكومة “سانتشيز” اتجاه القضية الصحراوية.
فضلا عن ذلك تطح الجزائر لان تكون عضوا غير دائم في مجلس الأمن وهو الترشح الذي يحظى بدعم افريقي وعربي وهي المبادرة التي تحسب على الرئيس تبون الذي يريد وضع الجزائر ضمن الكبار خاصة بعد اعلانه نية الانضمام لمجموعة “البريكس” الاقتصادية التي تسيطر على نسبة كبيرة من الاقتصاد والسوق العالمية
أما على الصعيد الداخلي، فيسير الرئيس تبون بهدوء من أجل تغيير عميق في طريقة تسيير البلاد على المستوى الاداري والاقتصادي، فمن خلال الشرعية المكتسبة يسعى الرئيس لبناء جزائر قوية اقتصاديا، من خلال القضاء على الممارسات الادارية التي تعرقل المستثمرين، فضلا عن اتخاذ قرار بصرف منحة للعاطلين على العمل لم يتخذ حنى في عهد البحبوحة المالية، ما يترجم نيته الحسنة في التكفل بالشباب وبالفئات الهشة وذوي الدخل المتوسط والضعيف، فالرئيس تبون كان يضع الشعب ضمن صلب إهتماماته كما قالها في بداية عهدته.
الثقة التي بدأت تتزايد بين الرئيس والجزائر لم تعجب بعض الإطراف من بقايا العصابة التي لا تزال تحاول خلق الفوضى بطريقة أو بأخرى من خلال أصوات داخلية وخارجية والتلاعب بحاجيات المواطن اليومية من خلال المضاربة وهو الامر الذي كشف عنه وزير العدل حافظ الاختام الذي أكد وجود شبكات منظمة تحاول اللعب بقوت الجزائريين ، وكان الرئيس قد كشف خلال لقائه بالولاة أن مافيا الاستيراد هي تقف وراء العرقلة الادارية لمصانع الانتاج المحلي، مشدد ا على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب.
يدرك الجزائريون جيدا ما يقوم به الرئيس تبون وهم واعون أكثر من أي وقت مضى بنية رئيسهم في السير بالجزائر الى الأمام كيف ل وهم يشاهدون ويسمعون ما تقوله الدول العظمى عن بلادهم التي كانت الى وقت قريب منعزلة دبلوماسيا واقتصاديا.