أشرف وزير الصحة الأستاذ عبد الحق سايحي صباح اليوم الثلاثاء 14 مارس 2023 بفندق الأوراسي-الجزائر العاصمة- على إفتتاح أشغال الدورة العادية ال 58 لمجلس وزراء الصحة العرب، جدد الوزير في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة
تحيات السيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للوزراء و الوفود الحاضرة في هذه الندوة، معربا لهم عن “بالغ الشكر والامتنان على مشاركتهم واستجابتهم لحضور فعاليات هذه الدورة، متمنيا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني والنجاح لأشغال مجلسنا الموقر و تحقيق الآمال المعلقة عليه، من قبل الشعوب العربية التواقة إلى مزيد من التضامن والرقي” .
كما أعرب السيد الوزير عن مدى ” اعتزاز الجزائر بترأس أشغال هذا المجلس للفترة الثالثة على التوالي بعد أن قادت بكل نجاح و توفيق من المولى عز و جل تنظيم أشغال الدورة الحادية و الثلاثين (31) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقدة بالجزائر بتاريخ الأول و الثاني من شهر نوفمبر أين شارك أصحاب الفخامة و الجلالة و السمو الشعب الجزائري في الاحتفال بالذكرى الوطنية الخالدة لاندلاع ثورة التحرير”.
وأوضح السيد الوزير أن ” اجتماعنا هذا لدليل قاطع على وجود إرادة سياسة صادقة للتكفل بالقضايا العربية وبالمشاكل التي تعترض سير العمل العربي المشترك لا سيما في المجال الصحي، كما يعكس قناعتنا بضرورة رص صفنا وضم جهودنا في عالم هو عالم التجمعات لا طائل فيه للعمل الانفراد” .
وحرص السيد الوزير على تبيان أهمية تظافر الجهود حيث قال إنه” إلى جانب مجهودات دولنا المنفردة للقيام بإصلاحات المنظومات الصحية، لا مندوحة لنا عن القيام بإصلاح شؤوننا الصحية كأمة لم تتحقق لها القوة مع أنها تملك كل المقومات لذلك، لمجابهة كل القضايا و التحديات، و مازال يعتريها الجنوح الى التشتت في عصر هو عصر التجمعات و التكتلات”.
كما تطرق السيد الوزير في كلمته إلى” الحديث عن الإصلاحات الصحية التي نعتزم القيام بها ، لتطوير هياكل و أطر عملنا المشترك في المجال الصحي و منهجية سيرها ، بما يحقق لنا التكفل الكامل بمواطنينا متطلعين الى الارتقاء بعلاقاتنا و تعاوننا الى أعلى المراتب ، تحقيقا للتكامل و الاندماج بين دولنا” .
من هذا المنطلق، أكد السيد الوزير انه” يتعين علينا مد جامعة الدول العربية بصفتها المحرك الأساسي للعمل العربي المشترك و إطاره الأوسع، بكافة الوسائل المادية و التقنية اللازمة لأداء مهمتها ، مستلهمين العبر و الدروس من المحن التي واجهتنا لاسيما جائحة كوفيد 19، و التي كانت لها تبعات لا تزال آثارها بادية للعيان.
وشدد السيد الوزير على “أن تحقيق هذا الهدف يمر لا محالة عبر تعزيز أواصر العلاقات العربية العربية و توظيف فضائل التضامن و التعاون و النهوض الكامل بالمصالح الحيوية التي تجمعنا”، مشيرا إلى “إن انعقاد هذه الدورة لسانحة أغتنمها، لكي أعرب عن ارتياحي لانطلاق عملية الإصلاح المشترك، و أحيي من هذا المنبر الاسهامات و الأفكار التي جاء بها عدد من الدول العربية و منها التصور الذي عرضته الجزائر ايمانا منها بضرورة الاسهام في اثراء التعاون الصحي ما بين الدول عن طريق انشاء الوكالة العربية للتنمية الصحية و مقرها الجزائر، و التي ستكون منصة حقيقية للانطلاق – من جديد- بالعمل العربي الجماعي المشترك و ترسيخ أواصره”.
و أشار السيد الوزير إلى” إن الجزائر التي تتشرف باستضافة الدورة العادية الحالية تولي أهمية لقطاع الصحة سواءا من حيث الإمكانات كما أنها تولي اهتماما بالغا لتقريب المؤسسات الصحية الجوارية إلى المواطن برقمنتها وتجهيزها بكافة الوسائل الحديثة خدمة للصالح العام” مع ايلاء “العنصر البشري أولية في المنظومة الصحية، أين تم تدعيمه و الإهتمام به عبر كامل التراب الوطني وهذا ما سمح بتوسيع نطاق الكشوفات والتكفل الأنجع بالمرضى والمرافقين”.
وفي ذات السياق، قال السيد الوزير أن إنعقاد هذه الدورة تحت عنوان ” تعزيز الأمن الصحي من أجل تحسين صحة السكان والاستعداد لأي جوائح غير معروفة” قد أدرج في جدول أعمالها مواضيع في غاية الأهمية، والتي ستمكننا لا محالة، من صياغة توصيات بناءة في شتى المجالات، وذلك من خلال منهج العمل المشترك وتوحيد الجهود العربية لمجابهة الآفات أساسا بتبادل الخبرات و التجارب ، مناقشة انشاء هيئات صحية من شأنها إعادة بعث التعاون العربي و كذا مسائل متعلقة بتكثيف الجهود في كافة ميادين الصحة لاسيما مكافحة الأمراض، الصحة و البيئة، السياحة العلاجية و تقديم الدعم اللازم للدول الأعضاء، وكذا تثمين المبادرات و التجارب وغيرها من المناهج.
وفي ختام كلمته ، أعرب السيد الوزير عن أمانيه في أن تكلل أشغال الدورة بالنجاح الباهر ، كما أعرب عن شكره لكل المساهمين في انعقاده،مثنيا “ثناءا خاصا لكفاح ولتضحيات ولنضال كل المهنيين في قطاع الصحة” .