نظمت Ooredoo الجزائر الدورة الثالثة والثمانون لنادي الصحافة الخاص بها، والتي تُعد مبادرة مخصصة لتكوين ومرافقة الإعلاميين. تناولت هذه الدورة موضوع “صحافة 4.0: عصر الذكاء الاصطناعي المنتج وإعادة صياغة المعلومات”، بهدف استكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي على تطور العمل الصحفي.
نشط هذه الدورة التكوينية التفاعلية التي تميزت بنقاش بناء وثري مع الصحفيين، السيد جلال بوعبدالله، مستشار في استراتيجية التحول الرقمي والأمن السيبراني، حيث قدّم تحليلاً معمقاً للتغييرات التي تواجه الصحافة والإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي.
خلال افتتاح هذه الدورة التكوينية، قام السيد رمضان جزايري، مدير الشؤون المؤسساتية لـ Ooredoo، بتقديم عرض حول إطلاق الطبعة الثامنة عشر للمسابقة الصحفية “نجمة الإعلام”، وكذا الطبعة الثانية لمسابقة “النجمة الصاعدة” المخصصة لطلبة علوم الاعلام والاتصال عبر ربوع الوطن.
في مستهل مداخلته، أكد السيد بوعبدالله على الدور المُنظّم للذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام، خصوصا في فنيات التحريرالصحفي (باستخدام أدوات مثل ChatGPT أو Jasper) وتحليل البيانات الضخمة، اين يساعد الذكاء الاصطناعي في جعل الصحافة أسرع وأكثر تخصيصًا وغِنىً. كما تطرق الى عدة أمثلة الملموسة، على غرار هيليوغراف، أول مراسل آلي، وعمل التحليل الوثائقي الذي يقوم به Quartz والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ).
بعد ذلك استعرض السيد بوعبدالله بالتفصيل التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي المستخدَمة في وسائل الإعلام وذلك في التوليد الآلي للمقالات والملخصات الوقائعية، تحليل البيانات المعقدة واكتشاف التوجهات في الوقت الفعلي، لا سيما في المواضيع المتعلقة بأحوال الطقس، المعالجة الضخمة للوثائق وميزة التعرف على الصور، وتحديد المحتوى حسب تفضيلات الجمهور لتشجيعهم على التفاعل، بالإضافة إلى أدوات التدقيق في الوقائع بغرض التصدي لانتشار المعلومات المضللة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المزايا العديدة، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي واستخداماته يُثير إشكاليات أخلاقية كثيرة، وفقًا للسيد بوعبدالله. وتشمل هذه الإشكاليات: خطر المحتوى المتحيز بسبب بيانات التعلم المنقوصة، استحداث معلومات زائفة ونشر معلومات مغلوطة عبر مقالات مفبركة أو مضللة، التأثير المحتمل على فرص التوظيف في قطاع الإعلام والصحافة، الحاجة إلى ضمان شفافية الخوارزميات للمحافظة على ثقة المستخدمين، وكذا خطر التبعية التكنولوجية والاحتكار من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.
في الختام، شدد السيد بوعبدالله على الدور المحوري واللا بديل عنه للصحفيين في عصر الذكاء الاصطناعي. فبدلاً من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإعلاميين، فهو مصمم لدعمهم، من خلال مكننة المهام الروتينية من خلال تمكينهم من إعادة التركيز على التحليل والإبداع والتحليل النقدي. كما دعا إلى اتباع نهج مزدوج، حيث يتولى الصحفيون الإشراف على الذكاء الاصطناعي لضمان جودة المحتوى ومصداقيته وجدواه. وبحلول سنة 2030، يمكن للصحافة أن تتطور إلى نموذج أكثر تخصيصًا وتوقعًا وتفاعلًا، مع الارتكاز على أسس أخلاقية متينة.
تواصل Ooredoo، من خلال هذه الدورة الجديدة لنادي الصحافة التابع لها جهودها الرامية إلى تعزيز مهارات الصحفيين الجزائريين، وترقية الممارسات الأخلاقية وتقديم أدوات ملموسة تتكيف مع التحديات التكنولوجية المعاصرة للإعلام. وبذلك يرسخ نادي الصحافة لـ Ooredoo مكانته كمنصة مرجعية تساهم بشكل فعال في التحول الرقمي للمشهد الإعلامي في الجزائر.