نشرت صحيفة لوموند سلسلة تحقيقات من ست حلقات تحت عنوان “لغز محمد السادس”، خصصتها للوضع داخل المملكة المغربية والتحديات التي يواجهها النظام العلوي في ظل مرض الملك محمد السادس.
يرصد التحقيق الغيابات الطويلة والمتكررة للملك، والتي خلقت إحساسًا بالفراغ السياسي. ففي عيد الأضحى 2024 ظهر الملك ضعيفًا جالسًا على كرسي وغير قادر على السجود، بينما ظهر بعد أسبوعين فقط بملابس السباحة على دراجة مائية، في تناقض صارخ وصفته الصحيفة بأنه يختصر مأزق المرحلة الانتقالية.
كما أعادت “لوموند” التذكير بغياب الملك خلال زلزال سبتمبر 2023، عندما كان في عطلة بالخارج، وهو ما عزز الشعور بانعدام القيادة.
نفوذ عائلة أبو زعيتر تحت المجهر
وتوقف التحقيق عند العلاقة المثيرة للجدل بين القصر وعائلة أبو زعيتر، التي باتت تحظى بنفوذ متزايد في محيط الملك. واعتبرت الصحيفة أن الأمر أثار قلق النخب المغربية من “خطر راسبوتين” جديد يهدد استقرار المملكة.
سباق الخلافة بين الحسن ورشيد
أكدت “لوموند” أن العد التنازلي لخلافة محمد السادس قد بدأ بالفعل. فقد أصبح ولي العهد الأمير الحسن (22 عامًا) أكثر حضورًا في المناسبات الرسمية، ومثّل والده في استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ أواخر 2024، كما تمت ترقيته إلى رتبة عقيد.
لكن في المقابل، يظل اسم الأمير رشيد حاضرًا في الكواليس رغم إبعاده عن ولاية العهد، ما يكشف عن غياب توافق واضح بشأن من سيخلف الملك.
صراع أجنحة داخل المخزن
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي مقيم بالرباط قوله: “هناك ترتيب محكم حتى لا تُرسل إشارات تفهم على أنها بداية تسليم السلطة”. ومع ذلك، ترى “لوموند” أن ما يدور خلف الكواليس هو صراع أجنحة وانعدام ثقة داخل المؤسسة المغربية، في لحظة حساسة قد تحدد مستقبل العرش العلوي.