أبرز المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، السيد عمر ركاش، اليوم الثلاثاء 15أفريل 2025 بالجزائر، خلال منتدى الأعمال الجزائري- الصيني، الذي تنظمه الوكالة، أهمية هذا اللقاء في تعزيز الشراكة وتطوير مشاريع استثمارية مشتركة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح السيد عمر ركاش، أن انعقاد هذا المنتدى يُمثل محطة جديدة في مسار العلاقات الاقتصادية الجزائرية الصينية، التي ما فتئت تتعزز وتتوسع في مختلف الميادين.
وأكد أن الجزائر توفر للشركاء الصينيين مناخًا استثماريًا محفّزًا، يرتكز على الشفافية والتسهيلات الإدارية، مدعومًا بحوافز جبائية وشبه جبائية هامة بموجب القانون الجديد للاستثمار، الذي لا يميز بين المؤسسات الوطنية والأجنبية.
وفي هذا الإطار، تُشجّع الجزائر، يضيف المدير العام، إقامة شراكات إنتاجية مع المؤسسات الصينية، خاصة في قطاعات الصناعة التحويلية، التكنولوجيا، والطاقات المتجددة، بما يُساهم في خلق قيمة مضافة محلية ويُعزّز الانخراط الفعّال في سلاسل الإنتاج والتوزيع العالمية.
وأعطى السيد ركاش أرقاما حول حجم الاستثمارات المسجلة حاليا على مستوى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار حيث تم احصاء 43 مشروعا خلال الفترة الأخيرة بقيمة تفوق 4,5 مليار دولار يتمركز أغلبها في القطاع الصناعي، وهو ما يعكس اهتماما متزايدا من طرف المؤسسات الصينية بالاستثمار المباشر في الجزائر وثقة متنامية في السوق الجزائرية.
وتتوزع هذه المشاريع بين استثمارات صينية مباشرة (22 مشروعًا)، ومشاريع بالشراكة مع مؤسسات وطنية (20 مشروعًا). كما سُجلت عدة رغبات استثمارية جديدة في مجالات متنوعة، تعمل الوكالة على دراستها بالتنسيق مع المعنيين، يضيف السيد ركاش، مشيرا إلى الانتقال من مجرد تنفيذ الخدمات والطلبيات إلى استغلال فعلي لما توفره الجزائر من مزايا تنافسية لإقامة استثمارات منتجة.
وزير الصناعة سيفي دعوة للمؤسسات الصينية لرفع استثماراتها في الجزائر
ومن جانبه، دعا وزير الصناعة, سيفي غريب, المتعاملين الاقتصاديين الصينيين إلى اغتنام التحسن الذي يعرفه مناخ الاستثمار في البلاد لرفع حجم استثماراتهم المباشرة بالجزائر, حاثا بالمقابل المصدرين الجزائريين على تكثيف جهودهم لتعزيز حضور المنتجات الوطنية في السوق الصينية.
وقال الوزير، في هذا الخصوص،”إننا نتطلع إلى رفع حجم الاستثمارات الصينية بالجزائر في القطاعات المنتجة للثروة”, مبرزا المقومات الفريدة التي تزخر بها الجزائر, لاسيما من خلال موقعها الاستراتيجي والحيوي في العالم العربي
والافريقي, ما يجعل منها مركزا اقتصاديا بامتياز.
توسيع التعاون والعمل معا لخلق بيئة أعمال مناسبة
وفي كلمة ألقاها بالنيابة عنه سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، دونغ قوانغلي، دعا رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، زينغ شانجي، اللجنة، التي تعد الهيئة المكلفة بالتخطيط الاقتصادي في الصين، إلى “مواصلة العمل معا لخلق بيئة أعمال مناسبة،
تحسين أنظمة الترويج للاستثمار الأجنبي والخدمات بشكل مستمر، توسيع التعاون في المعايير الفنية في جميع المجالات، وتسهيل التدفق المنظم لعوامل الإنتاج مثل رأس المال والتكنولوجيا والموارد البشرية، من أجل تحرير إمكانيات تعاوننا بالكامل”.
كما شدد على ضرورة مواصلة تعزيز تنفيذ مشاريع التعاون بالاعتماد على الدور المحوري للمؤسسات لاسيما في الصناعات التحويلية، الصناعات الخضراء والرقمنة.
وفي الأخير، أشار رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، السيد كمال مولى، أن البيئة التي تتطور فيها الشركات الجزائرية تسمح اليوم بزيادة هائلة في صادرات الجزائر خارج المحروقات التي تعد تحدٍ استراتيجي لها.
وأكد أن المؤسسات الجزائرية مستعدة للمشاركة في هذا التحدي داعيا إلى توحيد الجهود في الجزائر والصين واستثمار رؤوس الأموال، وتقاسم الخبرات، “لنمكن اقتصاداتنا من الاستجابة للتحديات الاستراتيجية العالمية”.