طبقا لأحكام المرسوم الرئاسي المؤرخ في 26 سبتمبر 2005، المتضمن إحداث المدرسة العليا الحربية، ترأس السيد الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، صباح هذا اليوم الثلاثاء 25 أفريل 2023، أشغال الدورة السادسة عشرة للمجلس التوجيهي لهذه المدرسة المرموقة.
بعد مراسم الاستقبال وبمدخل مقر المدرسة العليا الحربية وقف السيد الفريق أول رفقة قائد الناحية العسكرية الأولى وقائد المدرسة العليا الحربية وقفة ترحم على روح الرئيس الراحل “علي كافي”، الذي يحمل مقر قيادة المدرسة اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور عند النصب المخلد للرئيس الراحل وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة.
في مستهل أشغال الاجتماع، ألقى السيد الفريق أول كلمة أكد خلالها أن الحروب الحديثة التي يعرفها العالم اليوم مختلفة تماما عن الحروب السابقة، مما دفع الجيش الوطني الشعبي للاعتناء بجانبين حيويين، هما التزود بالعتاد الحديث وتكوين عنصر بشري مؤهل:
“إن الحروب الحديثة، سيما منها تلك التي نشهدها في السنوات القليلة الماضية، هي حروب مختلفة تماما عن الحروب السابقة، من حيث الوسائل والطرق والتفكير والتخطيط، فسرعة التطور التي تشهدها هي سرعة فائقة ومذهلة، وبالتالي فمن لا يستطيع مسايرتها والتكيف معها ذهنيا وفكريا وتخطيطا وتمرسا قتاليا، سيصبح لقمة سائغة لأعدائه وهدفا سهلا لضرباتهم ومخططاتهم، والأمثلة الكثيرة التي يعيشها العالم من حولنا شاهدة على ذلك.
من هذا المنطلق، كنا ولا زلنا على يقين تام أن الجهد المبذول، في مجال توفير مختلف أنواع الأسلحة والعتاد الحديث والمتطور، لن يبلغ غايته المقصودة والمنشودة، إلا إذا تم استخدامه من طرف عنصر بشري، مؤهل تأهيلا مناسبا، يستطيع استغلال خصائصه التقنية والتكنولوجية أحسن استغلال.
فلأجل ذلك سعينا، خلال السنوات القليلة الماضية، للاعتناء الناجع بهاذين العنصرين المتلازمين باستمرار، وأكدنا دوما على أهمية إيلاء المستخدمين العسكريين الاهتمام المستحق لهذا الجانب.”
السيد الفريق أول حث، في هذا السياق، إطارات المدرسة العليا الحربية على تشجيع الضباط الدارسين على الإثراء المستمر لرصيدهم المعرفي، سواء من خلال المطالعة أو من خلال استغلال تجاربهم الميدانية:
“والاعتناء الذي أقصده وأحثكم على إتباعه، خصوصا أنتم إطارات المدرسة العليا الحربية، هو السهر على ألا يكتفي الضباط الدارسون بالفترات التعليمية والتكوينية المقررة، وإنما أن يتحلوا بالرغبة الجامحة والقوية في الإثراء المستمر لرصيدهم المعرفي المتخصص والعام، سواء من خلال المطالعة أو من خلال استغلال التجارب الميدانية المعاشة”.
ذلك أن المدرسة الحقيقية هي مدرسة الحياة المهنية والعملية، ولا شك أن ذلك سيكسب الإطارات العسكرية العليا خصال الذكاء والحنكة، أثناء التعامل مع الأسلحة والعتاد ومختلف أنواع التجهيزات الموجودة في الحوزة، لاسيما تلك المقحمة مؤخرا في قوام المعركة، بشكل يسمح بالتكيف الفعال والسريع مع المواقف المستجدة”.
الفريق أول شدد على أهمية الإرادة والإصرار على تحقيق النجاح والإيمان بالانتصار لدى الإطارات المستقبلية للجيش الوطني الشعبي:
“غير أن كل ذلك سيبقى يحتاج أولا وأخيرا إلى توفر عنصر الإرادة والإصرار على تحقيق النجاح، فالإرادة الغالبة هي ليست فقط تلك الساعية إلى الانتصار، بل هي تلك المؤمنة إيمانا قاطعا بانتصارها.
ذلكم هو الحس المهني والوطني الذي أعمل جاهدا على أن يسكن قلوب وأذهان ونفوس كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، فبه يؤدي جيشنا المهام الدستورية المنوطة، ومعه يطمئن الشعب الجزائري على حاضره ومستقبله، مهما كانت التحديات، ومهما عظمت الرهانات”.
عقب ذلك، تابع السيد الفريق أول عرضا شاملا قدّمه قائد المدرسة العليا الحربية، تضمن حصيلة الأهداف المجسدة منذ انعقاد الدورة السابقة للمجلس التوجيهي، وتلك المخطط لها للسنة التكوينية المقبلة 2023-2024، وهذا قبل أن يستمع إلى تدخلات أعضاء المجلس التوجيهي بخصوص النقاط المدرجة ضمن جدول الأعمال.