أشرف عبد الرحمان بن بوزید، الیوم ،على افتتاح الرسمي للندوة الھامة حول الأخلاقیات و الأبحاث السریریة، بحضور كل من وزيرة الثقافة و الفنون ، سعادة سفير المنسق المقيم لنظام الأمم المتحدة بالجزاىر ،ممثل المنظمة العالمية للصحة و مدير برنامج الأمن المتحدة المشترك للادز.
و كذا رؤساء لجان الأخلاقیات
و الأبحاث السریریة، بفندق الأوراسي – الجزائر. على الساعة الخامسة مساءا
استھل عبد الرحمان بن بوزید كلمته الافتتاحیة بالتعبیر عن سروره البالغ في الإشراف على افتتاح الندوة الھامة حول الأخلاقیات و الأبحاث السریریة، لأنّه یعتبر ملف جِدُّ مھم، و قد شھد اضطرابات عدیدة منذ عام 1998 ،
مع الانقطاعات العرضیة تَارَةً،
و استئناف الأنشطة تَارَةً أخرى، في مواجھة القیود المرتبطة بالفراغ القانوني، دقة الإطار التنظیمي و الإجراءات المناسبة.
حیث ثَمَّنَ وزیر الصحة ھذا اللقاء، لكونه فرصة لتبادل الخِبْرات و مُناقشة وتقییم الأخلاقیات و الأبحاث السریریة، و الذي یھدِف بدوره من جھة، إلى التعریف بأبعاد “أخلاقیات البحث” بشكل أفضل، و من جھة أخرى، بتطویر الحوارو التبادل بین مختلف الجھات الفاعلة في مجال البحث السریري، من مِھَنِیین (الباحثون و الأطباء)، و لجنة الأخلاقیات و السلُطات التنظیمیة، و كذا جمعیات المرضى.
في ذات السیاق، أبرز السيد الوزير أھمیة ھذه الندوة التي سمحت بتناول مختلف التساؤُلات التي تَطْرَحُھا قضایا الأخلاقیات و الأبحاث السریریة مع سُبُل تَنْظِیمِھا، خاصة مع حضور أخصائیین من دول ذات خبرة في ھذا المجال و الاستفادة من تجاربھم.
كما أكّد البروفیسور عبد الرحمان بن بوزید، على أھمیة إدراج البحث السریري ضمن المھام الأساسیة لقطاع الصحة، كما ھو الحال بالنسبة لجمیع القطاعات
الوزاریة الأخرى التي یتوفر مُعْظَمُھا على قِسمٍ لِلبحث.
و أضاف وزیر الصحة أن الأبحاث تمتد من الخَلیة، و ھي أصغر وِحْدَة حَیَة، إلى الإنسان ككل، و ھي تَھْتَمُ بجمیع مُكوِنات الصحة، ابتداءً من الأفراد إلى غایة المَجَتمُع.
و شدّد السیّد الوزیر، على أن وزارة الصحة تعمل على ضمان تَفاعُل جمیع أبعاد البحث مع بعضھا البعض و انْدِماجِھا ضمن مَسار مستمر، حیث یُعْتَبَر البحث
السریري من المھام ذات الأولویة لنا و كذلك للمرضى، لكونه یَسْمَحُ للمرضى بالإستفادة مِنَ التقَدُم الذي یُحرِزُه البحث الأساسي الذي یُعَّدُ مَصْدرا رئِیسیا للابتكارات سواء العلاجیة أو التشخیصیة، و ھو في حدّ ذاته مَصْدر لمعرفة الفِسْیُولُوجْیا physiologie) علم وظائف الأعضاء)، و الآلیات التي تسبب الأمراض عند البشر، بحیث یساھم في تقدم الأبحاث التي تُجْرَى على مستوى مُخْتَبَراتِنا.
و أضاف البروفیسور عبد الرحمان بن بوزید، أنه غالِبًا ما یَكونُ البحث السریري، في أذھان عامَةِ الناس، مُرادِفًا لاختبارات أدویة
أو أجھزة طبیة جدیدة، و ھُو لا
یَقْتَصِرُ على ھذا المجال فقط، بل یُعَّدُ ضروریًا و في غایَة الأھمیة لتوفیر مُنْتَجَاتصحیة مُفِیدة و آَمِنَة لأكبر عدد من السكان، بل و یَشْمَلُ أیضا أَبْعادًا أُخرى لا تَقِّلُ
أھمیةً بالنِسبة لتقدم الصحة، من بینھا:
– المُقارَنة بین العدید من الاستراتیجیات الطبیة التي تَسْمَح بتحدید تِلْكَ التي یَجِبُ
أَنْ یُوصَى بھا للتكفلِ بالمرضى، سواءً من الجانبِ العلاجِي أو التشخیصي؛
– البحث عن عِلاجات جدیدة خَلَوِیَة أو جِینِیة أو تِلْكَ التي تتطلب تِقَنِیاتٍ مُتَطوِرة مع تَقْییمِھا، فیما یخص الأمراض التي لا یوجد لھا أَيُ عِلاج للتَخْفیفِ عن المرضى؛
– تحدید آلیات العلوم الوراثیة
أو الخَلَوِیة التي تُعَدُ من بین مُسَبِبَات الأمراض البشریة بھدف اكتشاف أھداف أكثر دِقَة من أجل تطویر أدویة أو وسائل تشخیص
جدیدة.
– مراقبة مجموعات كبیرة من الأشخاص التي قد تضم المئات
أو الألاف من أجل فھم أفضل لدور ِ العوامل الوِراثیة أو البیئیة التي تَتَدَخَّلُ في مُسَبِبَات أو أعراض مرض من الأمراض.
في حین طمح السیّد الوزیر، إلى إِنْشاءِ مَرَاكِزَ أَبْحاثٍ سریریة في الوسط الإستشفائي بالشَرَاكَة مع مراكز البحث الوطنیة و الدولیة، و التي ستكون واجھة بین المصالح السریریة للمستشفیات
و مُخْتَبَرات البحث التي أَنْشَأَتْھَا وزارة التعلیم العالي و البحث العلمي، الأَمْرُ الذي سیُمَثِّل عامِلاً حاسِمًا في تحسین جَوْدَةِ البحثِ
في الجزائر، و سیَتِّمُ إِنْشاءُ مراكِزَ للبحث السریري ھذه، كَھَیاكِلَ عُمومِیَة، تُخَصَصُ بالكامِل للتنظیم و التنسیق و إِجْراءِ البحث السریري، بھدف تحسین
معرفة الأمراض و علاجِھا و الوقایة منھا.
و أضاف وزیر الصحة في ذات السیاق، أن ھذه المراكز تَضُمُّ القُدُرات المُتَعَدِدَة التَخَصُصات في نفس الموقِع، كما یُمْكِنُھا الاِعْتِماد على الخِبْرة العِلْمِیة و التقنیة لمختبرات البحث و على الخبرة الطبیة للمركز الاستشفائي، مبرزا أھمیة البحث
السریري، بشكل خاص، بالجانِب الأَخْلاقِي، إِذْ أَنَّ الأبحاث السریریة تُجْرَى مَع المرضى
و من أجلِھِم، كما أنّه لا یمكن تحقیق أَي تقدُم طبي مِن دون تَعاوُن الأشخاص المُتَطَوِعِین لإِجْراءِ التجارب، في حین تُوجَدُ في الجزائر مجموعة من القوانین لتنظیم ھذا البحث و ضمان حمایة الأشخاص و التي تَسْتَنِدُ مَبَادِئُھا إلى إعلان ھَلْسِنْكِي. و منه، یُمْكِنُ القول: أنّ مَسار أَي مشروع للبحث السریري یجبأن یتم بشكل مُعَیّن و خاص، بحیث یَضع حمایة الأشخاص المُتَطَوِعین في صمیمِ النظام.
كما ذكر البروفیسور عبد الرحمان بن بوزید، أنّ حمایة الأشخاص و البحث عن الجودة و الأصالة من أھم سِماتِ البحث السریري الحدیث، و أنّ وزارة الصحة سَتَسْھَرُ على مُسَانَدَة ھذه الأبحاث ضِمْنَ الإطار الأخلاقي العام الذي یُحَدِّدُ الجُھُودَ المُشْتَرَكة من أجل الابتكار لصالح المرضى.
و في الختام، جدّد السیّد الوزیر شكره للضیوفِ القادمین من الخارج و من مُختلف ولایات الوطن و تمنى لھم كُلَ التوفیق في أعمالھم، و أُعلن رسمیا عن افْتِتاح أشغال ھذا الملتقى الھام.