أشرف وزير الصحة عبد الحق سايحي، امس على إفتتاح اليوم الدراسي حول النشاطات الصحية بولاية تيميمون، بحضور والي الولاية، السيد يوسف بشلاوي، رئيس المجلس الشعبي الولائي، نواب البرلمان بغرفتيه، إطارات المدنية والعسكرية للولاية، و ممثلين عن المجتمع المدني.
في بداية كلمته التي ألقاها بالمناسبة، عبّر الوزير عن سعادته لإشرافه مع الحضور الكريم على فعاليات اليوم الدراسي حول النشاطات الصحية و الذي اختيرت ولاية تيميمون المضيافة لاحتضان أشغال أولى دوراته بالنظر إلى الأهمية الكبيرة التي تحضي بها ولايات الجنوب و الهضاب العليا في مخططات الحكومة الرامية إلى توفير و تحسين نوعية وجودة الخدمات الصحية لكل المواطنين أينما كانوا و حيثما وجدوا من خلال القضاء على كل الفوارق الموجودة من ناحية التغطية الصحية تجسيدا لتعليمات و توجيهات السلطات العليا للبلاد.
وشدد الوزير على ان إقامة نظام صحي عادل يشمل كل فئات المجتمع هو المبتغى الأسمى الذي تريد الوزارة تحقيقه و هو ما أخذته بعين الإعتبار ضمن ورقة الطريق الجديدة التي تم وضعها لفائدة المريض ممثلة في مخطط PAM من خلال ضمان العلاج و التكفل بكل متطلبات مرتفقي الصحة حيث جاء في المحور السابع من هذا المخطط ضرورة إنشاء أقطاب صحية مرجعية جهوية تضم العديد من التخصصات من شأنها أن تقلل أو لما لا، تنهي معاناة المواطنين من أزمة التنقل من منطقة إلى أخرى للحصول على العلاج أو تحويلات المرضى إلى مستشفيات الشمال.
كما أن النظام الصحي عرف عدة تغيرات سواء من حيث الهياكل الصحية بمختلف أنواعها والتي تدعمت بها العديد من المؤسسات الصحية أو من ناحية التسيير من خلال إعتماد نظام الرقمنة و كذا من حيث الكفاءات و الإطارات الطبية و الشبه الطبية و الكوادر المهنية في ظل الأهمية الكبيرة التي يوليها قطاع الصحة لمسألة التكوين.
و سيشهد مطلع العام القادم تخرج أول دفعة للأطباء العامين الذين مارسوا مدة 5 سنوات على مستوى مناطق الجنوب و الهضاب العليا و استفادوا من التكوين في مختلف التخصصات من أجل ضمان تكفل ناجع لمرضى الولايات التي تفتقر إلى الأخصائيين و هو الإجراء الذي يدخل أيضا ضمن الجهود المبذولة من قبل الوزارة الرامية إلى التحسين المستمر لنوعية المنظومة الصحية و بلوغ تغطية شاملة تستهدف تقريب الصحة من المواطن و تعزيز العلاج الجواري بالإضافة إلى التحسيس بأهمية تعزيز الوقاية التي ستكون محور أسبوع وطني سينظم بحول الله خلال شهر مارس القادم.
و من بين الأهداف المسطرة من طرف الوزارة كذلك العمل على إرساء قواعد سليمة لضمان الصحة لكل الجزائريين في مختلف المدن و القرى من خلال سياسة التوأمة المعتمدة ما بين المؤسسات الصحية في الجزائر عموما و بين مؤسسات الصحة في الشمال و نظيرتها في الجنوب، و من أجل التكفل الأمثل بالانشغالات الصحية لسكان الجنوب و الهضاب العليا، قررت وزارة الصحة إعادة النظر في الإستراتيجية الخاصة ببرنامج التوأمة و المرافقة بين المؤسسات الاستشفائية ، من أجل تحسين و توفير التغطية الصحية للمواطنين المقيمين بها بالأخص فيما يتعلق بالعلاجات المتخصصة ذات المستوى العالي.
خلال هذا اللقاء، أعلن عبد الحق سايحي عن جملة من القرارات التي تهدف إلى رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للتكفل بمرضى ولاية تيميمون، حيث سيتم تهيئة مصلحة تصفية الدم لامراض الكلى و دعمها بمعدات طبية جديدة ،كما باشرت الوزارة دراسة لاستبدال المستشفى القديم بمستشفى جديد بسعة 120 سرير ، فتح ملحقة للتكوين في الشبه الطبي بداية من سبتمبر القادم، كما ستكون ولاية تيميمون نقطة انطلاق لتجسيد أول قطب صحي بالجنوب.