أكد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف يوسف بلمهدي اليوم الثلاثاء بتيبازة أن الجزائر على غرار الأمة الإسلامية تحتفل سنويا بذكرى مولد أسمى الخلق, مبرزا أنها “مناسبة للتذكير بسيرته العطرة وأخلاقه السامية وغرس أخلاق المسلم الصالح في النشء” وأنه “ينبغي أن تكون ذكرى المولد النبوي فرصة لإقامة المجالس الدينية للذكر وتعليم السيرة النبوية الشريفة و أخلاق المسلم الصالح و قراءة القرآن وتكريم حفظته، إلى غيرها من المجالات الدينية الأخرى على غرار تنظيم أيام دراسية أو ملتقيات علمية”.
واستدل بلمهدي في هذا السياق بأن الرسول الكريم “كان يصوم كل يوم اثنين لأنه يوم ميلاده و يفرح به” مشددا على أنه دليل على أن إظهار الفرحة “أمر مجاز شرعا”، غير أن إظهار الفرحة بممارسات “غير لائقة أو خطيرة مثل استعمال المفرقعات وما تحمله من أذى غير مجاز”.
أعتبر بلمهدي اليوم الدراسي تحت عنوان “إنسانية النبي محمد صلى الله عليه وسلم” أنه يحمل “بعدا فلسفيا حول أهمية التعايش و حب الإنسان لفعل الخير و هي روح الدين الإسلامي المبنية على نشر ثقافة التسامح و الأخوة بين الناس”.
وأشار إلى أن “الشعب الجزائري يعيش منذ أمد على حب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخلاقه” , مستدلا في هذا السياق بأخلاق الأمير عبد القادر عندما “قام بحماية المسيحيين في سوريا ودافع عنهم”.
وعليه، يرى الوزير أنه ينبغي “العمل دوريا و في كل مناسبة على نشر و غرس وتوريث تلك الأخلاق السامية للجزائريين النابعة من حسن الأخلاق الإسلامية وأخلاق النبي محمد”.
للإشارة, تناول اليوم الدراسي الذي شارك فيه ثلة من الأئمة والدعاة وشيوخ الزوايا والمرشدات و المرشدين الدينين, الأخلاق الانسانية العالية للرسول محمد في علاقته الاجتماعية مع المرأة و الشباب و الفئات الهشة و الضعيفة و الرفق بالحيوانات وكذا منهاجه في معالجة و تصحيح الأخطاء.
كما تطرق اللقاء الذي نظم تحت شعار “و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، لمواضيع تتعلق ب”التعايش السلمي من خلال السيرة النبوية الشريفة” لحماية حقوق الجميع والعيش المشترك بين مكونات المجتمع و ثقافة المواطنة ونبذ العنف والتعصب والحفاظ على السلم الاجتماعي و كذا الحوار بالحسنى.