في إطار متابعته لحالة تنفيذ العمليات القطاعية والموجهة لترميم التراث المعماري والتاريخي لمدينة الجزائر، تفقد “زهير بللو” وزير الثقافة والفنون، صبيحة اليوم، عدد من المشاريع المسجلة على عاتق مؤسسات قطاع الثقافة والفنون، وذلك عبر زيارة معلمين تاريخيين بكل من حي “المدنية” وحي “محي الدين”، وزيارة مقر “المتحف الوطني العمومي للفن الحديث والمعاصر” المتواجد بشارع الشهيد “العربي بن مهيدي” وسط مدينة الجزائر العاصمة.
وفي مستهل تنقله إلى بلدية المدنية، وقف الوزير على حالة ورشة الأشغال المتوقفة لترميم المعلم التاريخي “جنان لخضر”، وذلك نظراً للعديد من المعيقات التقنية والإدارية. أين تأسف الوزير في تدخله لتوقف هذا المشروع وعدم تنفيذه في آجاله التعاقدية، وشدَّد بهذا الخصوص على مسؤول ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية صاحب المشروع، من أجل اتخاذ الإجراءات الإدارية وبمرافقةٍ من المصالح المركزية للوزارة من أجل بعث المشروع من جديد بترميم وتهيئة هذا المعلم التاريخي، والموجَّه بأنْ يكون مقر للمركز الإقليمي من الفئة 2 تحت رعاية “اليونسكو” والمخصص لحماية التراث الثقافي غير المادي بإفريقيا.
بعد ذلك، تنقل السيد الوزير لتفقد المركب المعماري الثاني “دار محي الدين”، المُتكوّن من ثلاث بنايات تاريخية استفادت كذلك من مشاريع ترميم، ولكنها عرفت نفس التأخير في الإنجاز على الرغم من إعداد كل الدراسات ، والتي هي حاليا في توقف، حيث شدَّد السيد الوزير في تعليماته لمسؤولي المشروع من أجل تسويته وضعيته الإدارية خلال 48 ساعة، من أجل التمكّن من إعادة بعث العملية والسماح بانطلاق أشغال الترميم. للعلم تم تخصيص هذه البناية لصالح المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، لتحتضن فرقة البحث المتخصصة في دراسة التراث غير المادي.
أما المحطة الأخيرة من الزيارة، فكانت مقر “المتحف الوطني العمومي للفن المعاصر”، الذي أُغلقت أبوابه للجمهور وذلك لتدهور حالة البناية، والتي أصبحت غير مؤهلة لاستقبال الزوار. ليستمع السيد الوزير للشروحات التقنية والإدارية المقدمة له حول مشروع دراسة تهيئة و ترميم بناية المتحف، والتي هي حالياً في مرحلة دراسة وتقييم العروض المقدمة من طرف مكاتب الدراسات، وهي عملية من تنفيذ وكالة المشاريع الكبرى كصاحب مشروع مفوّض.
وفي تعليماته وتوجيهاته العامة أصرَّ على إطارات ذات الوكالة في تنفيذ وتجسيد العملية في الآجال المحددة لها، لتمكين المتحف من فتح أبوابه واستقبال الجمهور.