أشرف وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد رفقة كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، وزير التكوين والتعليم المهنيين، السيد ياسين ميرابي، وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، بحضور الأمين العام لوزارة الشؤون الدينية، اليوم، السبت 16 أفريل 2022، بثانوية الرياضيات محند مخبي بالقبة على مراسم إحياء يوم العلم الذي يوافق السادس عشر (16) أفريل من كل سنة، وهذا بعد أن شارك في الإشراف على مراسم الاحتفاء بنفس الحدث، والذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالمدرستين العليتين في الرياضيات والذكاء الاصطناعي.
وبالمناسبة، أكد السيد الوزير، أن ذكرى يوم العلم لها مدلولها وعظمة عمقها، حيث نخلّد فيها العلم والمعرفة، وهذا الاهتمام الكبير ليُعبِّر جليا عن الأهمية البالغة التي ما انفكت توليها الدولة الجزائرية للعلم والعلماء، باقترانها باسم العلامة عبد الحميد بن باديس، في ذكرى وفاته، فهو الوفاء لذكرى إحدى منارات العلم في تاريخ الجزائر، التي أضاءت الدروب خلال فترة حياتها، وما يزال شعاع نورها يمتد ليضيء دروب أجيال اليوم.
وفي نفس السياق، أشار السيد الوزير، أن رمزية هذا الحدث تجعلنا نقف فيه على فضائل العلم والعلماء، مثنيا على بواسل الأسرة التربوية المرابطين بالمؤسسات التعليمية بمدننا وقرانا ومداشرنا، وهم القائمون برسالة الرسل والأنبياء، الساهرون دون هوادة على تبليغ الرسالة التربوية على امتداد وشساعة وطننا المفدّى.
كما أكد السيد الوزير، أن ازدهار الدول مرهون، إلى حد كبير، بمدى إرادتها في استثمار أكبر قدر ممكن من مواردها في تكوين الناشئة، في مختلف أوجه الحداثة الفكرية، والتي ينبغي أن تمكّن أكبر عدد من الطلاب من الإلمام بالمعايير العلمية الدولية للتنافس والأداء، وهو ما ترجمته المساعي الحثيثة والاستراتيجية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من خلال اتخاذه قرارات هادفة وسديدة، بإنشاء المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، اللتين فتحتا أبوابهما للطلبة الجدد برسم السنة الجامعية 2021- 2022، بموجب مرسوم رئاسي وهو
ما يعكس مدى الاهتمام الذي يوليه السيد رئيس الجمهورية لهذا القطب الذي يُنتظر منه أن يكون قاطرة حقيقية للتطور التكنولوجي لبلادنا.
وبما أنّ التحديات الجديدة التي تواجهنا تنحصر دلالتها في التنمية المستدامة، باعتبارها شرطا أساسيا يتطلّب توفير موارد اقتصادية واجتماعية دائمة للأجيال القادمة لمواكبة متطلبات العصر، شدّد السيد الوزير، على وجوب ضمان مستوى رفيع من التكوين والتأهيل لأطفالنا فيما يخص المعارف العلمية والتكنولوجية والتحكم فيها، والرفع من نوعية الأداءات التي تقدمها المدرسة الجزائرية. وفي هذا السياق، وتجسيدا لبرنامج عمل الحكومة المستوحى من برنامج السيد رئيس الجمهورية، أشار السيد الوزير إلى ضرورة ترقية التعليم العلمي والتكنولوجي وإيلائه العناية اللازمة، حيث أكّد أن وزارة التربية الوطنية اتخذت جملة من التدابير لفائدة التلاميذ والأساتذة على حد سواء، منها:
– إنشاء اللجنة الوطنية للأولمبياد في كل التخصصات،
– الاهتمام بذوي المواهب المتميزة والمتفوقين، بإنشاء أقسام ومؤسسات عمومية متخصصة للتعليم الثانوي على غرار ثانوية الرياضيات بالقبة،
– إيجاد الآليات الكفيلة بتوسيع التكوين للأساتذة المتخصصين في مادة الرياضيات في المدارس العليا، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،
– النظر في محتوى التكوين الموجّه لخرّيجي المدارس العليا للأساتذة لجعله يواكب التطورات،
– إعطاء العناية اللازمة لفتح تخصصات في الإعلام الآلي على مستوى المدارس العليا للأساتذة.
كما أشار السيد الوزير إلى قرار السيد رئيس الجمهورية، إحداث بكالوريا الفنون، ذلك لأن الفنون تساعد في الحفاظ على تراث المجتمع وهويته الثقافية، مؤكدا أن وزارة التربية الوطنية تعمل على ترقية الأنشطة الثقافية والفنية وإيلائها المكانة التي تستحقّها إلى جانب تقوية التربية الفنية في الوسط التربوي، لتربية المواهب وصقلها وتنميتها وطنيا في مختلف التخصصات للتوجه نحو صناعة فنية حقيقية.
وبهذه المناسبة، تم تكريم مجموعة من التلاميذ المتفوقين في مسابقات متعددة على النحو التالي:
• الفائزون الثلاثة الأوائل في أولمبياد الرياضيات،
• أربعة (4) تلاميذ تحصلوا على المراتب الأولى في مسابقات دولية للذكاء الاصطناعي،
• التلميذة الفائزة بالمرتبة الأولى في مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو، المنظمة من طرف جامعة الدول العربية بجمهورية مصر العربية،
• تلميذة أصدرت عدة مؤلفات باللغة العربية،
• ومنشد باللغة الأمازيغية فضلا عن تكريم تلميذ شارك بلوحة فنية في مسابقة المواطنة والدستور.
وفي ختام كلمته شدد السيد الوزير ،على وجوب أن تكون المدرسة قادرة على الاستجابة لطموحات الأمة، في خضم التقلبات التي باتت تطبع النظام الدولي، ما يفرض منها في المقام الأول ترسيخ وظيفتها كعامل لإثبات الشخصية الجزائرية وتمتين أواصر الوحدة الوطنية.