أشرف عبد الرحمان بن بوزيد وزير الصحة، صباح اليوم الإثنين 28 فيفري 2022، على انطلاق فعاليات اليوم الدراسي الخاص بعرض دليل للتكفل بمرض التهابات الكبد الفيروسية المزمنة “ب” و”ج” بفندق الماريوت Marriott)) بالعاصمة، بحضور كل من السيّد ممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر، والسيّد مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز، إضافة إلى أعضاء لجنة الخبراء المكلّفين بإعداد الدليل الخاص بالتكفل بالتهابات الكبد الفيروسية المزمنة “ب” و”ج”.
إستهل وزير الصحة البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد، كلمته بالترحيب بالجميع وتقديم الشكر على تلبية الدعوة لحضور هذا اللّقاء الهام والمُخَصَّص لإِصْدار دليل خاص بالتكفل بإلتهابات الكبد الفيروسية المزمنة “ب” و”ج”.
وقفَ السيّد وزير الصحة في البداية، وَقْفَةَ تَرَحُّم على روح البروفيسور سعدي بركان، رئيس مصلحة أمراض الكبد، بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا، الذي رَحَل بعد مسيرة مهنية طويلة عامِرة بالعطاء كَرّسَها لمكافحة أمراض التهابات الكبد سواء على الصعيد الوقائي أو العلاجي، كما أعْتَبٍرُه عنصرا محوريا في إنجاز هذا الدليل حول التكفل الصحي بإصابات إلتهابات الكبد الذي بين أيدينا اليوم.
كما وجّه السيّد الوزير، كامل شكره وامتنانه للخبراء على الجهود المبذولة في إنجاز هذا الدليل القَيِّم الذي سيساعد حتما في دعم و توجيه موظفي الصحة للتكفل بمرضى إلتهابات الكبد الفيروسية المزمنة “ب” و”ج”.
في حين قدّم وزير الصحة أيضا، شكره الموصول للجمعيات الوطنية على دعمها المتواصل ونشاطها التحسيسي ووقوفها إلى جانب المرضى.
وأشار وزير الصحة، إلى أنه يُعاني أكثر من 300 مليون شخص عبر العالم من فيروس إلتهاب الكبد “ب” و”ج”، منهم أكثر من 250 مليون مصابين بفيروس التهاب الكبد “ب” و70 مليون بالتهاب الكبد “ج”، حيث تُعْتَبَر الجزائر منطقة جغرافية متوسطة لتَوَطُن التهابات الكبد الفيروسية “ب” و”ج”، إذ تُقَدَرُ نسبة انتشار الفيروس “ب” بـ%2,15 وفيروس “ج” بـ%1 ، كما أشارت الأبحاث الوطنية المنشورة إلى أن فيروس “ب” أكثر انتشارا في ولايات الجنوب والهضاب العليا بينما ينتشر فيروس”ج” في ولايات شرق البلاد.
وأضاف البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد في سياق ذي صلة، أنّ الجزائر على غِرار البلدان الأخرى انضمت إلى التوصيات الدولية لمنظمة الصحة العالمية التي تَهْدِف إلى القضاء على فيروسات التهابات الكبد “ب” و”ج” بحلول سنة 2030. حيث يتم تعريف هذا القضاء كتقليص بنسبة 90 % من الإصابات الجديدة بفيروس التهابات الكبد “ب” و”ج”
و % 65من الوفيات، وتتمثل مُضاعَفَة هذه العدوى في التَلَيُف الذي يُمْكِنُه أن يؤدي إلى التَشَمُع وسرطان خلايا الكبد.
كما أكّد وزير الصحة، على أنّ التاريخ الطبيعي لهذه الإصابات يمكن تَعْدِيلُه بالتلقيح ضدّ التهاب الكبد الفيروسي “ب”، وبالمضادات الفيروسية ضدّ فيروس “ب” وفيروس “ج”، حيث اعْتَمَدَت الجزائر برنامجا وطنيا لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية الذي يُعْتَبر اليوم كنموذج على المستوى القاري.
ومن خلال هذا النموذج تمّ اعتماد تدبيرين أساسيين،
على صعيد الوقاية:
• التلقيح ضدّ التهاب الكبد الفيروسي “ب” الذي تمّ إِدْرَاجُه سنة 2001 في الرزنامة الوطنية للتلقيح،
• ضمان أمن حَقْن الدم والذي يخضع لقواعد السياسة الوطنية الصارمة المعتمدة.
أما على صعيد التشخيص والعلاج:
أنّه تمّ إنشاء 45 مركزا للتكفل موزّعا عبر التراب الوطني، يَسْمَح بالحصول على تَقْيِّيم مُرَاقَب للجَانِب الوبائي وللمُقارَبة العِلاجي، وتُشَكّل الأدوية المضادة للفيروسات الجنيسة ضد التهاب الكبد الفيروسي “ج” المُصَنعة محليا والمُعْتَمَدة مُسَبَقا من منظمة الصحة العالمية و التي تُوصَفُ مجّانا، سلاحا أساسيا للبرنامج الوطني لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية وتعادل “تلقيحا” لأنّ نسب الاستجابة الفيروسية تتجاوز%95 .
في حين أشاد السيّد الوزير، بهذا الدليل الذي قد تمّ إعداده برعاية وزارة الصحة من طرف فوج متعدد التخصصات من (الخبراء متخصصين في الجهاز الهضمي والأمراض المعدية والطب الباطني وطب الأطفال والفيروسات والتشريح المرضي وصيادلة) والذي يتطرَق إلى المُقارَبة التشخيصية والعلاجية، هدفه تَقْيِّيس التكفل التشخيصي والعلاجي للمرضى المصابين بعدوى فيروسية مزمنة بفيروس “ب” وفيروس “ج.”
كما أضاف البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد، أنّه سَيتم تكلَيف لجنة خبراء بمتابعة وتقييم تنفيذ هذا الدليل، تتكوّن من ممثلي وزارة الصحة ومتخصصين مُتعدِدي التخصصات وهيئات تحت الوصاية، كما سَتُوَسَع لتَشْمَل كل مُتَدَخِل معني بالنشاط المُبَرْمَج.
وتتمثل المهام الرئيسية للجنة الخبراء هذه فيما يأتي:
أ) ضمان التنسيق في تنفيذ نشاطات التشخيص والعلاج،
ب) التصديق على الدَعَامات المُستعْمَلة مع إنشاء دعامات أخرى، إذا اقتضى الأمر،
ج) إنشاء منصّة رقمية تتعلق بمعلومات التكفل التشخيصي والعلاجي بالتهابات الكبد الفيروسية المزمنة “ب” و”ج” في بلادنا.
لذا أكّد وزير الصحة، على أنّه بما لا يدعو إلى الشك أنّ هذا الدليل سيسمَح بتحقيق نجاعة وموثوقية للمعلومات العِيادِيَة والوبائية والدور الذي يؤدّيه المتدخلون المعنيون من مختلف الهياكل الصحية للبلاد في التكفل التشخيصي والعلاجي، ويساهم في تحسين علاج المريض الذي يُعتبَر هدفنا الأسمى.
وفي الأخير أثنى البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد، على مُساهمة كل الفاعلين التي كانت جدّ مثمرة، بحيث سمحت بإصدار دليل يستجيب للاحتياجات الحقيقية لمهنيي الصحة عن طريق توجيههم في التكفل بمرضاهم المصابين بإلتهابات الكبد الفيروسية المزمنة “ب” و”ج” .