في وقت تشهد فيه منطقة الساحل تحديًا أمنيًا ومعيشيًا غير مسبوق، وتتصاعد فيه الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حلول جذرية، تظهر بين الحين والآخر أصوات هامشية تحاول تخريب هذه المساعي عبر نشر سموم التشكيك والشك. مؤخرًا، استهدفت بعض المنصات الإعلامية المشبوهة، المعروفة بعدائها المزمن للجزائر، سمعة الجيش الوطني الشعبي ومكانة البلاد الإقليمية، باتهامات سخيفة حول انخراط الجزائر في عمليات سرية عبر “مرتزقة” في الساحل، جاء الرد من وزارة الدفاع الوطني حاسمًا، قاطعًا، ومؤسسًا على ثوابت التاريخ والسياسة الخارجية للبلاد.
تفنيد الافتراء: الجيش مؤسسة دستورية وسليل ملحمة التحرير:
لم تترك وزارة الدفاع الوطني مجالًا للتأويل أو الشك، حيث كذَّبت بشكل قطعي هذه “الأخبار المضللة والاتهامات غير المؤسسة”، ووصفت مصادرها بـ”المأجورة” التي تخدم “أجندات خبيثة” و”كائنات معادية”، هذا الرفض ليس دفاعًا عن سمعة فحسب، بل تأكيد على طبيعة مؤسسة عريقة هي “سليل جيش التحرير الوطني”، الذي يؤدي مهامه في “إطار الاحترام التام للدستور ولقوانين الجمهورية” الاتهامات لا تسيء للجيش وحده، بل تحاول تشويه إرث كفاح شعب بأكمله وتلطيخ صورة مؤسسة كانت ومازالت درع الوطن وحامي سيادته.
ثوابت السياسة الجزائرية.. السلم والسيادة والتضامن:
جاء الرد الوزاري ليعيد التذكير، وبوضوح لا لبس فيه، بالثوابت التي تحكم سياسة الجزائر الخارجية:
رفض التدخل واحترام السيادة: تؤمن الجزائر بمبدأ “حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
تفضيل الحلول السلمية: ترفض البلاد منطق القوة والعنف، و”تتفضل الحوار والمفاوضات في حل الأزمات”، وهو ما تثبته مساعيها الدبلوماسية الحثيثة في الساحل.
التضامن والشراكة المصيرية: باعتبارها “جزءًا لا يتجزأ من منطقة الساحل وتشاركها نفس المصير والمصالح”، تسعى الجزائر للمساهمة في “التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة”، تكريسًا لمبدأ التضامن والوفاء للعلاقات التاريخية.
الجزائر والساحل: شريك استقرار لا طرف في الأزمة:
تستحضر وزارة الدفاع بحكمة التناقض الصارخ في الاتهامات: كيف لدولة كانت من أوائل ضحايا الإرهاب في المنطقة، وأعلنت عليه الحرب “دون هوادة” في وقت “تميز بالشك والتردد” من قبل آخرين، أن تكون طرفًا في زعزعة الاستقرار؟ الجزائر، التي ترافع باستمرار في المحافل الدولية من أجل “استتباب الأمن والسلم” في الساحل، لا يمكن أن تعمل ضد مصلحتها الحيوية ومصير شعوب المنطقة. دورها المحوري كفاعل إقليمي يتركز على بناء الجسور، لا هدمها، وعلى دعم الحلول السياسية، لا تعقيدها.
أكذوبة تفشل وإرادة شعب تصمد:
إن هذه الحملات الإعلامية المأجورة، رغم دناءتها، تكشف عن حقيقة واحدة: أنها تعترف، رغم أنفها، بالدور المحوري والقيادي للجزائر في محيطها الإقليمي. محاولات التشويش على هذا الدور “لن تتمكن من تحقيق مآربها الخسيسة”، لأنها تصطدم بحائط صد متين: إرادة شعب يعتز بمؤسساته الوطنية، ووعي جماهيري “أصبح يدرك تماما زيف ما تدعيه هذه المصادر”، وثوابت سياسية راسخة تتجاوز الأهواء والاتهامات العابرة. الرسالة واضحة: طريق الجزائر هو طريق السلام والشرعية والتضامن، ولن تحيد عنه مهما اشتدت ضوضاء الأكاذيب.









