أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد الاثنين بتيبازة أن مصالح الدولة “مجندة بجميع مكوناتها للتكفل بالمتضررين”، مشددا على حرص وتأكيد رئيس الجمهورية على “صون كرامة المواطن”.
وأوضح الوزير الذي كان مرفوقا بوزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، على هامش زيارته لتقديم تعازي رئيس الجمهورية، لعائلة بوعزة التي فقدت إبنها محمد عبد الرؤوف ببلدية خميستي، أنه سيتم بدء من غد الثلاثاء “ترحيل العائلات التي انهارت سكناتها كليا وتعويض جميع المتضررين بما فيها اقتناء تجهيزات وأثاث للعائلات التي تسببت لهم تسربات المياه في خسائر تجسيدا لمخرجات مجلس الوزراء الذي انعقد أمس الأحد برئاسة رئيس الجمهورية”.
وأضاف مراد أن السلطات المحلية ستشرع بدءا من صباح غد في ترحيل العائلات إلى مواقع سكنية بكل من بوهارون وفوكة وخميستي.
وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية حرص رئيس الجمهورية على “التكفل بجميع المتضررين وصيانة كرامة المواطنين،” مشيرا إلى أن مصالح الدولة “تجندت وتحكمت في الوضع منذ الساعات الأولى للفيضانات، مما سمح بتفادي تسجيل خسائر بشرية كبيرة”، معربا عن أسفه وتضامنه التام مع عائلات الطفلين الفقيدين بخميستي وقالمة.
كما جدد إبراهيم مراد التذكير بمخرجات مجلس الوزراء الذي توج بقرارات هامة أقرها رئيس الجمهورية، منها تخصيص 10 مليار دج لتعويض الخسائر والشروع خلال 48 ساعة في ترحيل العائلات وتخصيص منحة تتراوح ما بين 20 و 30 ألف دج للبحارة إلى غاية إعادة تهيئة الموانئ المتضررة، موازاة مع بعث مشاريع تهيئة الطرقات ومختلف الشبكات المتضررة، إلى جانب تخصيص حافلات لنقل التلاميذ القاطنين بالمناطق التي تراكمت بها الأوحال والأتربة.
وبالمناسبة، نقل وزير الداخلية تعازي رئيس الجمهورية لعائلة الفقيد رؤوف، معربا لها عن “تضامن وتآزر الدولة في مثل هذه الظروف الصعبة”، كما سلم للعائلة مساعدة مادية رمزية “لن تعوضهم هذا المصاب”، كما قال.
من جهة أخرى، أشار مراد إلى “استقرار والعودة التدريجية والطبيعية للحياة بشكل شبه كلي، حيث فتحت الطرقات والتحق التلاميذ بمقاعد الدراسة واستأنفت مصالح “سونلغاز” و”سيال” نشاطهما موازاة مع فتح ثلاثة مراكز إيواء للتكفل بالمنكوبين”، لافتا إلى أن هذه الزيارة تعد مناسبة للوقوف على حجم الأضرار والخسائر التي تسببت فيها أمطار غزيرة معتبرة “لم تسجل من قبل بالمنطقة”.
واسترسل قائلا “هناك بنايات فوضوية شيدت فوق مجاري ثلاثة أودية مثلما هو الحال بفوكة وهي من بين مخلفات العشرية السوداء”.
من جهتها، قالت كريكو أن “جميع مصالح الدولة جندت منذ الوهلة الأولى لحدوث هذه الاضطرابات بمتابعة شخصية من رئيس الجمهورية، حيث خصص قطاع التضامن مساعدات عينية استعجالية للعائلات المتضررة”.
كما عبرت الوزيرة عن أسفها لفقدان طفلين جراء التقلبات الجوية، مشيرة إلى أن “فرق متخصصة مكونة من أخصائيين نفسانيين واجتماعيين قامت بزيارات ميدانية للمتضررين سواء داخل أحيائهم أو بمراكز الإيواء لتقديم الدعم النفسي لهم”.
للإشارة، اطلع الوفد الوزاري بفوكة على حجم الأضرار حيث قدمت له شروحات حول سير أشغال التهيئة وفتح الطرقات ورفع الأوحال وإعادة تصليح شبكات مياه الصرف والماء الشروب وتبادل أطراف الحديث مع بعض العائلات المتضررة التي طمأنها بالشروع في عملية التكفل بها بدء من يوم غد.
كما وقف الوفد الوزاري على آخر التحضيرات الجارية بحي 148 مسكنا ببوهارون كعينة من المواقع السكنية التي سيتم ترحيل العائلات المتضررة إليها