لم يعد خفيا على أحد أن العاهل المغربي محمد السادس يواجه ظرفا صحيا عصيبا لا سيما بعد ظهوره المفزع للمغاربة في نهاية أكتوبر الماضي وهو يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبشكل لا يصدق أو ربما هو أقرب إلى الخيال حاول اليوم الأحد القصر العلوي تبرير غياب الملك عن حفل إعادة افتتاح كنيسة نوتردام الذي أقيم أمس السبت بباريس وقد كان من المدعوين البارزين ولاسيما أن المغرب ساهم ماليا ومن خلال اليد العاملة في ترميم هذه الكنيسة التي تعرضت لحريق قبل 5 سنوات.
ملك مريض يمارس الرياضة
الغريب في بيان الديوان الملكي اليوم الأحد ليس الوضع الصحي فقد يكون الملك محمد السادس قد أجرى فعلا عملية جراحية على مستوى الكتف الأيسر بالمصحة الملكية في الرباط وتكون كللت بالنجاح أو عكس ذلك.
وإنما الغريب في البيان أن الديوان الملكي يدعي أن الملك محمد السادس قد تعرض لحادث سقوط أدى إلى صدمة على مستوى الكتف الأيسر وكسر عظم العضد (قد يكون صحيحا) خلال ممارسته الرياضية الاعتيادية (غير صحيح بتاتا).
فهل يسمح الوضع الصحي للملك بممارسة الرياضة؟ وما هو السبب الحقيقي لسقوط محمد السادس؟ أم أنه تعرض لمحاولة اغتيال خفية؟
وبعيدا عن الكسر (الذي قد يكون طلقا ناريا على مستوى الكتف الأيسر) والعملية الجراحية التي تم خلالها نزع الرصاصة “الرحيمة” سيبقى محمد السادس لمدة 45 يوما في فترة إعادة التأهيل الوظيفية وتثبيت الكتف وهو ما يعني أنه سيغيب إلى غاية فبراير المقبل.
فماذا حدث حقا للملك؟ وأين هو الآن؟
وبشكل غريب حشر البيان الملكي أسماء الفريق الطبي المكلف بمتابعة الوضعية الصحية للملك وهم 4 أطباء متخصصين في العظام، فهل الجريمة بحاجة إلى شهود.
“العرق النسا”
وعقب ظهوره بعكاز في مطار سلا وهو يستقبل ماكرون وزوجته بريجيت حاولت الصحافة المخزنية تقليل صدمة المغاربة بعد أن تفاجأوا بالتدهور الكبير للوضعية الصحية للملك.
وأدعت إحدى الدكاكين المخزنية أن الملك ظهر أكثر أريحية في الحركة سواء في المطار أو خلال تحيته المواطنين في الطريق نحو القصر وكذلك عند استقبال وفد الرئيس الفرنسي في ساحة المشور. والحقيقة كانت خلافا لذلك.
وتابعت الصحيفة المغربية “وبخصوص ظهوره متكئا على عكاز، أوضح مصدر مقرب من القصر الملكي أن العاهل المغربي عانى مؤخرا من أعراض انكماش عضلي على مستوى الظهر، من جهة اليمين بسبب ضغط العصب الوركي” (Contracture musculaire au dos due à une sciatique). أو ما يسمى بالعامية “عرق النسا”.
وحسب نفس المصدر القريب من القصر الذي تحدث لنفس الصحيفة فإن هذه “الأعراض الطبية ظهرت خلال الأنشطة الملكية الأخيرة، خصوصا خلال استقبال الحكومة في نسختها الجديدة بعد التعديل الحكومي الأخير، وكذا في مراسيم تعيين الولاة والعمال الجدد.” وغابت عندما كان الملك يتسكع رفقة ابنيه في باريس وهو يرتدي سروال إعلان الحرب.
واستنجد نفس البوق المخزني بمصدر طبي مختص في أمراض الجهاز العصبي (لتخفيف الصدمة) فذكر أن “مثل هذه الأعراض الطبية مألوفة كثيرا وتستجيب للعلاج، وهي غالبا ما تكون ناتجة عن “ضغط جذر العصب في العمود الفقري”.
وتابع نفس الطبيب أن “هذه الأعراض تُسبب في الغالب ضغوطا تظهر جلية على الوقوف والمشي، لكنها لا تدعو للقلق لكونها تستجيب بسرعة للعلاج والاستشفاء.”
فماذا ستقول لنا الصحيفة هذه المرة إن طالة غيبة الملك وتطلبت هذه الغيبة اجتماعا للمجلس الملكي لتحديد الملك المقبل، حسنا كان أم رشيدا أم هشاما.