يشارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بعد زوال اليوم الثلاثاء بنيويورك، في جلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن تلتئم لمناقشة التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالخصوص قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان الصهيوني الهمجي منذ السابع من أكتوبر.
تلقى عطاف الدعوة للمشاركة في أشغال هذه الجلسة من قبل نظيره البرازيلي، ماورو فييرا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر أكتوبر.
ويشارك الوزير في أشغال الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها يوم الخميس، “في ظل عجز مجلس الأمن عن التحرك واتخاذ قرار لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة و إغاثة الفلسطينيين وتوفير الحماية الدولية لهم”.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، حالياً، مناقشته الفصلية المفتوحة حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الجاري على قطاع غزة والضفة الغربية.
وقدّم كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إحاطات حول الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في أعقاب العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد 5182 فلسطينياً وجرح أكثر من 15000 آخرين، ووقف توفير الطاقة والغذاء والغاز والمياه والأدوية والتهجير القسري.
وقدّم أنطونيو غوتيريش تقييماً لتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث جدّد الدعوة لوقف إطلاق نار إنساني وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بـ “أسرع وقت ممكن وعلى نطاق واسع”.
بدوره، تطرق غريفيث إلى الجهود المبذولة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى القطاع، وأشار إلى أنّ الوضع الإنساني في غزة -الذي كان صعباً من قبل- قد وصل إلى مستويات كارثية بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء الأعمال العدائية الصهيونية، مشدّداً على أهمية وصول المساعدات إلى المحتاجين أينما كانوا في جميع أنحاء القطاع وعلى النطاق الملائم، وأضاف أنّ سكان غزة عانوا منذ عقود “ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في خذلانهم”.
وكان مجلس الأمن فشل الأسبوع الماضي في تبني مشروع قرار صاغته روسيا، ودعت من خلاله إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض إلى عدوان صهيوني همجي.
وتضمّن النص الروسي “وقف إطلاق نار إنساني فوري ودائم يحظى بالاحترام الكامل”، ووصول المساعدات الإنسانية “دون عوائق” إلى القطاع الواقع تحت الحصار. وحصل مشروع القرار على 5 أصوات مؤيدة و4 معارضة، فيما امتنع 6 أعضاء عن التصويت.
وبعد التصويت، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أمام المجلس عن “أسفه البالغ”، قائلاً: “المجلس ظل رهينة أنانية الوفود الغربية”، محذرا من أن بلاده “تشعر بقلق بالغ إزاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة والخطر الكبير للغاية المتمثل في توسع الصراع إلى المنطقة بأسرها”.
من جانبه، قال مندوب دولة فلسطين بالأمم المتحدة، رياض منصور: “ما يحدث في غزة ليس عملية عسكرية، بل عدوان واسع النطاق ضد شعبنا، هذه مجازر ضد مدنيين أبرياء”، مؤكدا أن المحتل الصهيوني “قتل عائلات بأكملها في غزة”.