أكدت مجلة الجيش في عددها الاخير أن محاولات الترويج لمظاهر التطرف “ستبوء حتما بالفشل”، مبرزة أن الجزائريين “لن يلدغوا من جحر مرتين ولن تنطلي الخديعة مرة أخرى على شعبنا بحكم أنه أصبح أكثر وعيا وإدراكا لنوايا المغامرين”.
وأوضحت المجلة في افتتاحيتها تحت عنوان “الشعب الجزائري لا يلدغ من حجر مرتين” لشهر مايو الجاري، أن الجزائريين “لن يلدغوا من جحر مرتين ولن تنطلي الخديعة مرة أخرى على شعبنا بحكم أنه أصبح أكثر وعيا وإدراكا لنوايا المغامرين والذي مكنها في ظرف زمني قصير من تحقيق إنجازات على الصعيد الداخلي, سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلى الصعيد الخارجي، حيث استعادت دورها المحوري قاريا ودوليا”.
كما أكدت الافتتاحية أن “الاستمرار على نهج التغيير وإنجاح المسيرة التنموية الشاملة يقتضي قطع الطريق أمام المشوشين ومجابهة التطرف بشتى أنواعه من خلال تجلد ومشاركة جميع الفاعلين وعلى مستويات مختلفة, بدءا بالأسرة والمدرسة”.
وذكرت الافتتاحية أن “محاولات الترويج لمظاهر التطرف ستبوء حتما بالفشل طالما أن شعبنا الأبي قد طوى صفحة الماضي الأليم إلى الأبد ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعود مرة أخرى إلى سنوات الدم والنار”.
وفي ذات السياق، ذكرت الافتتاحية أن الجزائر “واجهت ظاهرة الإرهاب بحزم وحذرت العالم برمته من نتائجها المدمرة والوخيمة وتمكنت، باعتراف الجميع، من دحر الإرهاب وقبر مشروعه الظلامي بفضل الاستغلال العقلاني لمقوماتها وإمكانياتها وتجارب شعبها المكتسبة خلال الثورة التحريرية المظفرة”.
وتابعت بأنه “في وقت خطت فيه الجزائر أشواطا معتبرة على نهج التغيير المنشود, تحاول دوائر معادية استهداف أمن واستقرار الوطن عبر نشاطات علنية مشبوهة ومغرضة لأصوليين يريدون عبثا استنساخ الأساليب الخبيثة ذاتها التي كانت سببا في المأساة الوطنية خلال تسعينيات القرن الماضي, منها نشر خطاب متطرف”، مؤكدة في هذا الشأن أن الدولة “لن تتسامح أبدا أمام هذه المحاولات البائسة وستقف لها بالمرصاد”.
وأشارت المجلة الى أن “التطرف العنيف ظاهرة خطيرة تغذي الإرهاب في أحيان كثيرة, كما تقوض السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الانسان”, لافتة الى أنه “لا يمكن أن يكون أي بلد بمنأى عن آثارها الوخيمة”.
وبهذا الخصوص، أوضحت الافتتاحية أن الجزائر “خاضت لوحدها على مر عشرية من الزمن حربا ضروسا على الإرهاب وواجهت استراتيجية خبيثة استهدفت تفكيك الدولة إلى أن تمكنت من القضاء عليه بفضل تضحيات جسام قدمها الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية الأخرى مسنودا بالشعب، فاضحت بلادنا رائدة في المجال ومثالا يحتذى به على المستوى القاري والدولي”.
وخلصت مجلة الجيش الى أن الجزائر “تغتنم كل مناسبة في المنابر الدولية المختلفة لتنبه المجتمع الدولي بالتهديدات المتزايدة وبخطورة الظاهرة على السلم والأمن العالميين, سيما في منطقة الساحل وجنوب الصحراء وتدعو إلى تكثيف التعاون عبر الآليات المتوفرة، سواء على المستوى القاري أو الأممي، واعتماد مقاربة شاملة قائمة على ثنائية الأمن والتنمية”.