#تعزيز_رصيد_المكاسب_المحققة
بعد تجديد ثقة الشعب الجزائري في السيد عبد المجيد تبون وإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية، باشر مهامه لعهدة ثانية، مواصلا حمل أمانة ثقيلة، ومستكملا مسار بناء الجزائر الجديدة، لتحقيق المشروع النهضوي لبلادنا، وهو مسعى نبيل يحظى بكل الدعم والسند من طرف كافة الجزائريين المخلصين، المدركين لحجم التحديات القائمة في فضائنا الإقليمي والدولي، والتطورات الحاصلة في المحيط الجيوسياسي وانعكاساتها على أمن واستقرار بلادنا، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تقلبات وتجاذبات.
هذه الأمانة التي أكد السيد رئيس الجمهورية أنه سيستمر في حملها “وفاء لثقة الشعب وإخلاصا للوطن، لاسيما وأنها تأتي في هذه المرحلة الحساسة، لما يميزها من تحديات على المستوى الداخلي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي”، وهو ما يستدعي “شحذ العزائم وحشد القدرات لتعزيز رصيد الإنجازات والمكاسب التي حققناها في العهدة المنتهية، وهي إنجازات ومكاسب واضحة لا يخفيها نكران ولا يحجبها تدليس”، مبرزا أنه سيشرع في حوار وطني مفتوح لتخطيط المسيرة التي ستنتهجها بلادنا فيما يخص تجسيد الديمقراطية الحقة.
كما ستشكل العهدة الثانية، مرحلة جديدة لتعزيز رصيد الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية الهامة التي ميزت العهدة المنتهية رغم الظروف الاستثنائية التي ميزت انطلاقتها، والتي تحققت خلالها الكثير من المشاريع الوطنية الحيوية، فضلا عن الورشات المفتوحة في العديد من المجالات، على غرار السكن والشغل والبنية التحتية والصحة والنقل والثقافة والرياضة والترقية الاجتماعية، والتي يمكن الوقوف عليها في مـختلف المدن والقرى والمداشر عبر كامل ربوع الوطن.
إن هذه المرحلة الجديدة، بكل ما تحمله من رهانات وتحديات، تتطلب تكاتف كل الجزائريين، وتضافر جهود جميع القطاعات ومؤسسات الدولة، ومنها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، الذي يواصل تأدية مهامه الدستورية بكل عزيمة وإصرار، يقظا وجاهزا لرفع كافة التحديات ومجابهة كل التهديدات مهما كان نوعها ومصدرها، معززا استعداده من خلال التحضير القتالي المتواصل المتكيف مع مـختلف التطورات الحاصلة ، وهو ما أكده السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الأولى يوم 21 سبتمبر 2024 قائلا: “تشكل التحولات المتسارعة في المنطقة وما يجري بمحاذاة كافة حدودنا الوطنية، باعثا أساسيا لزيادة الحيطة ومضاعفة الحذر وتكثيف موجبات اليقظة، فضلا عن السعي باستمرار لإجراء التحسينات والتكييفات الصحيحة لما تم إنجازه حتى الآن، لتتوافق مع ما نصبو إلى تحقيقه هذه السنة، سواء فيما يخص التحضير القتالي للأفراد والوحدات، والرفع من جاهزية قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، أو فيما يتعلق بحماية الحدود ومـحاربة شبكات تهريب المخدرات والمهلوسات والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها”.
في السياق ذاته، وفي خضم التحول الذي تعرفه بلادنا نحو مستقبل أرحب وآفاق أوسع، ووفقا للسياسة الثابتة والحكيمة لبلادنا في ظل أوضاع إقليمية ودولية تطبعها الريبة وتتسم بالتوتر وعدم الاستقرار، تواصل الجزائر جهودها الحثيثة لترسيخ الأمن والاستقرار في العالم وفي جوارها الإقليمي خاصة، وفاء منها لما يجمعها بدول وشعوب المنطقة من روابط متجذرة، تحذوها في ذلك إرادة صلبة ويد ممدودة لكل الأشقاء الذين يتقاسمون معها نفس المبادئ ونفس التصورات، من أجل بناء منطقة تنعم بالأمن والرفاه.
إن الجزائر اليوم هي مثال للاستقرار والطمأنينة رغم كل المحاولات البائسة واليائسة لاستهدافها، وذلك بفضل وعي الشعب بكل فئاته وشرائحه وتلاحمه مع مؤسسات دولته ومع جيشه الوطني الشعبي. هذا التلاحم الذي نجحت بفضله أعظم ثورة في القرن العشرين، ثورتنا التحريرية المجيدة التي نستعد للاحتفاء بالذكرى السبعين لاندلاعها، سيبقى على الدوام، صمام أمان الجزائر القوية المتطورة، الآمنة والمستقرة، فكما كان الشعب الجزائري ومازال دائما ملتفا حول جيشه داعما له في تنفيذ مهامه، سيبقى الجيش الوطني الشعبي دوما إلى جانب الشعب متشرفا بخدمته، ومـخلصا الولاء للوطن الذي يحتاج إلى جهد الجميع، جهد قوامه التعاون والانسجام ورص الصفوف، والالتزام الدائم والتام بحتمية خدمة الجزائر وصيانة أمنها وسيادتها الوطنية، وبذلك لن يكون لبلادنا من مآل سوى التقدم والتطور والنهضة في كنف الاستقرار والسكينة.